يشكل الأسبوع الأخير قبل بداية الاختبارات او ما يطلق عليه البعض «الاسبوع الميت» معضلة تواجه وزارة التربية والتعليم في كل عام نظرا لتسجيل نسب غياب شبه كاملة في كل المراحل الدراسية، وفيما تشير اصابع الاتهام الى بعض المعلمين الذين يشجعون الطلاب على الغياب، يرى اخرون اهمية ان يكون هناك دور اكبر لاولياء الامور في متابعة ابنائهم.
في البداية دعا صالح بن عتيق الصبحي مدير مدرسة حسان بن ثابت الابتدائية الى توعية المجتمع من خلال وسائل الإعلام بخطورة الغياب والعمل على تفعيل لائحة السلوك والمواظبة، مشيرا إلى ضرورة ان تقوم المدارس بإرسال رسائل لأولياء أمور الطلاب من بداية العام لتوضيح أهمية انتظام الطالب في الدراسة لنهاية الفصل إضافة إلى توزيع مذكرة الأسابيع الدراسية على الطلاب لإطلاع أولياء الأمور عليها من بداية العام.
مؤشر خطير
واتفق مع الرأي السابق حجب العصيمي مدير مدرسة المعتصم بالله الابتدائية وقال: ينبغي على رب الأسرة الحرص على انتظام أبنائه ومتابعتهم وتحذيرهم من الغياب لما لذلك من سلبيات متعددة تؤدي الى تدني المستوى التحصيلي والرسوب.
ويشير خالد الزهراني مدير مدرسة مجمع وادي ضيم التعليمي إلى أن ظاهرة غياب الطلاب مؤشر خطير يربك العملية التعليمية ويدل على قصور في توزيع المناهج خلال الأسابيع الدراسية.
واقترح أن يوضع في الحسبان أنشطة رياضية مكثفة على مستوى المدارس والمراكز لجذب الطلاب والحد من ظاهرة الغياب في نهاية العام الدراسي.
ويقول عبدالله الروقي وكيل ثانوية الإمام النسائي: في البداية أرفض مسمى الأسبوع الميت لان ذلك يعطي انطباعا سلبيا مفاده أن الطلاب يتمنون انقطاع أيام العلم والدراسة بموتها، وقال ان تسرب الطلاب في الأسابيع الأخيرة من الفصل الدراسي قضية بدأت تتشعب وتتضخم وتحتاج إلى وقفات وحلول جذرية لأن الموضوع بدأ يأخذ منحى آخر يتعلق بعدم جدية الطلاب وإقبالهم على الاختبارات بمثابرة، واشار الى أن العبء الأكبر يقع على كاهل الأسرة التي رسخت في ذهن الطالب أن هذه الأيام أيام ميتة ولا دراسة فيها رغم أنهم سيدخلون إلى قاعات الاختبارات بعد أيام قليلة، واضاف: لا يعني هذا الكلام أن أبرئ المدرسة والتعليم من القضية بل ان عليها جزءا من المسؤولية داعيا الى جدولة الأيام الدراسية بطريقة عملية تمنع تسرب الطلاب.
وطالب إدارات التربية والتعليم بضرورة وضع حوافز للحضور الطلابي في هذه الأيام أو إعادة النظر في جدولة أيام الدراسة مع تحفيز المعلمين وتوفير الأجواء المناسبة لهم طيلة أيام الفصل الدراسي.
ويقول عبيدالله الطلحي مرشد طلابي في ثانوية الملك عبدالعزيز: من الخطأ تسميته أسبوعا ميتا، مشيرا الى انه يمكن إعادة الروح فيه بالأنشطة الختامية والاختبارات الشهرية وتوزيع المهام على أيامه وتفعيل درجات المواظبة.
ويقول فلاح مرشد العتيبي مرشد طلابي في مدرسة كلثوم بن حصين المتوسطة: من الحلول التي يمكن أن تقضي على الغياب في الأسبوع المسمى بالميت عدم إنهاء المناهج قبل ذلك الأسبوع وعمل جدول اختبارات للفترة الأخيرة في كل مادة في ذلك اﻷسبوع وتفعيل لائحة المواظبة.
ويقول فواز القرشي مرشد طلابي في مدرسة كعب بن زهير الابتدائية: الأسبوع الميت ظاهرة تَعَارَفَ عليها طلاب وطالبات المدارس ويراد به الأسبوع الذي يسبق كل إجازة دراسية أو الذي يليها وتبدأ ملامح هذا الأسبوع بانتشار الغياب بين الطلاب والطالبات تدريجيًا حتى يصل إلى أعلى نسبة، مشيرا إلى أن الحلول تكمن في إعطاء اهتمام خاص من قبل المعلمين بذلك باعداد مراجعات أو اختبارات تجريبية وتنظيم بعض الأنشطة اللاصفية وإرسال رسائل توعوية لأولياء الأمور تبين لهم ضرورة حضور الطالب للمدرسة وخاصة في الأسبوع الأخير.
مسؤولية المعلمين
ويشير سلطان المقاطي ولي أمر طالب إلى أن بعض المعلمين يلمحون للطلاب بالغياب وذلك من خلال جعل الأسابيع الأخيرة للمراجعة وحل الواجبات فقط، مشيرا إلى اهمية ان يكون هناك برامج تربوية خاصة تجذب الطلاب من خلال الأنشطة الطلابية أو إقامة برامج جماعية للاستذكار ومراجعة الدروس.
من جهته اشار مصدر في إدارة التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة الى تنفيذ جولات ميدانية للوقوف على حضور الطلاب في الأسابيع الأخيرة من العام الدراسي مع مطالبة المدارس برفع نسب الحضور في الأسبوع الأخير إلى مكاتب التربية والتعليم لاتخاذ الإجراءات النظامية بحق الطلاب المتغيبين.
ولفت الى وجود برامج إرشادية تنفذها المدارس للحد من غياب الطلاب من خلال إرسال رسائل عبر أجهزة الاتصال إلى أولياء الأمور ومتابعة الطلاب الغائبين بشكل يومي، مشيرا إلى أن بعض أولياء الأمور يتعمدون غياب أبنائهم خاصة في المرحلة الابتدائية اعتقادا منهم أن العام الدراسي انتهى.