صحيفة التعليم 

تجددت بثانوية جزائرية ظاهرة سقوط التلاميذ مغشيا عليهم، قبل إصابتهم بحمى مصحوبة بإحساس شديد بالبرد وارتعاش في الأطراف،
وتقع ثانوية الشهيد “أحمد كتروسي” بالمدينة الجديدة الواقعة بمنطقة الشرفة في ولاية الشلف.
وكان الأمر ذاته قد وقع في الثانوية نفسها قبل أيام حيث نقل 22 تلميذا وتلميذة إلى المستشفى وسط حالة هلع شديدة في أوساط التلاميذ وأوليائهم، ما دفع بهم إلى مقاطعة الدراسة والمطالبة بغلق الثانوية التي أصبحت توصف بمرتع للجن.
أحدثت الظاهرة حالة استنفار وسط العاملين بالمستشفى، إذ تم تجنيد فرقة طبية للتكفل بهؤلاء التلاميذ. وقد تجمّع أقارب وزملاء الطلاب المصابين أمام باب المستشفى لترقب نتائج الحادثة الغريبة التي لم يجدوا لها تفسيرا.
وقالت مصادر طبية إن نتائج الفحوصات، التي أجراها الأطباء على التلاميذ، بينت أنهم لا يعانون من أي مرض عضوي، مشيرة إلى أن السبب قد يكون نفسيا خاصة وأن أغلبهم فتيات.
وقد تم إرسال النتائج إلى معهد “باستور” في العاصمة الجزائر، حيث تم أخذ عينات دم من تلميذة سقطت وأخرى لم تسقط.
وقالت التلميذة “مروة”، التي تدرس في السنة الأولى ثانوي، أنها “لا تذكر إلا ساعة خروجها من قسمها إلى الساحة عند موعد الراحة المعتاد، قبل أن تجد نفسها مستلقية فوق السرير بالمستشفى”، وكشفت “أن حالات مشابهة خلال الفصل الأول من العام الدراسي وقعت لكن بشكل انفرادي”.
ويجري الحديث في وسط أولياء التلاميذ والشارع أن لهذه الحادثة علاقة بالجن وأن الثانوية يرجح تشييدها فوق مقبرة. وقال التلاميد إنه يوجد مكان في وسط ساحة الثانوية يسقطون حين يمرون عليه، ويتحول بعدها لون أطرافهم ووجوهم إلى اللون الأزرق.
وأفادت مصادر على صلة بالملف، أن الأمر لا علاقة له بالجن وأن هؤلاء التلاميذ سقطوا في أماكن مختلفة في الساحة وداخل القسم وأمام الإدارة، وأن تلميذا من بين هؤلاء يعاني من داء الصرع.
ونفى مصدر أن تكون الثانوية عرفت حالات مشابهة بشكل منفرد خلال أوقات سابقة، في حين أفادت مصادر تربوية أن هذه الحادثة سببها البرد لانعدام التدفئة.
وقد حدا أمر الثانوية بالمسؤولين المحليين إلى التنقل إليها رفقة مصالح الأمن وفريق طبي، حيث تم إجراء فحوصات على التلاميذ بينت صحّتهم وعدم وجود أي أمر يمنعهم من مواصلة الدراسة.
إلا أن أولياء أمور الطلبة اقترحوا “رقية” الثانوية، فيما طالب آخرون بغلقها مما أدى إلى هلع المواطنين القاطنين بالعمارات الجديدة المجاروة للثانوية، وعبّر الكثير منهم عن خشيتهم من التعرض إلى نفس الحالة في حال الدخول إليها.