
في عام 1432هـ استطاع طفل أمريكي في سن الثالثة عشر أن يتدخل بشجاعة في الوقت المناسب لمنع وقوع حادث خطير للحافلة المدرسية التي كان يستقلها , بسبب تعرض السائق إلى أزمة قلبية . هذا المشهد تكرر حرفيا في صباح يوم الإثنين الماضي في مدينة تيماء وفي حي الخبراء ومع طالب في نفس السن. لقد تمكن الطالب نهار خالد الرشدان والذي يدرس في الصف الأول متوسط في مدرسة محمد بن مسلمة من إيقاف الحافلة المدرسية التي كانت تقله من حي الرشدان إلى المدرسة , بعد أن تعرض السائق إلى نوبة قلبية أدت الى وفاته . الفرق بين المشهد هنا وهناك , في أمريكا تمت الإشادة بالطالب وتناقلت جميع وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية الحدث , وعلى رأسها محطة ( سي . إن . إن ) وأطلق على الطالب لقب (الشجاع) . أما الطالب نهار خالد الرشدان العنزي فلم تتصل به أي وسيلة إعلامية , كأنه مجرد خبر عابر ليس له أي قيمة ؟! الحقيقة إن العناية الالهية وذكاء الطالب وفطنته وسرعة البديهة لديه (شجاعته) حالت دون وقوع كارثة محققة . لحسن الحظ لم يكن في الحافلة إلا الطالب وشقيقه , الحادث وقع قريبا من المدرسة الابتدائية السادسة للبنات ومستوصف هداج . وفي وقت كانت تشهد فيه الشوارع ازدحاما كبيراً من قبل الطلاب والطالبات المتوجهين إلى مدارسهم (الذروة) . قبل دقائق من وقوع الحادث أوقف السائق الحافلة جانبا ونزل واستفرغ – مقدمات النوبة القلبية – ثم صعد بعد ذلك إلى الحافلة وواصل السير , ليتعرض بعدها بقليل إلى غيبوبة ويفارق الحياة وينحني على المقود ويفقد السيطرة على الحافلة , والتي بدأت تتحرك ذات اليمين وذات الشمال , ليتدخل الطالب نهار العنزي ويبعد السائق عن المقود ويمسك به ويتحكم في قيادة الحافلة , وقد ساعده في ذلك شقيقه الذي تمكن من ايقاف مكابح الحافلة ومن ثم إطفاء المحرك والحافلة بدورها تعرضت إلى بعض الأضرار الجانبية . كان التجاوب سريعا من قبل الشؤون الصحية والمرور والمارة ومكتب التعليم ومدير مدرسة محمد بن مسلمه المتوسطة . طبعا هذا حسب إفادة الطالب وعمه فلاح العنزي الذي كان في قلب الحدث خلال تلك الفترة . السائق متعب رشيد العنزي في الأربعينيات من عمره وحاصل على رخصة نقل ثقيل , نرجو من الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته , نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحدا , الحافلات ذات الحجم الكبير يخال اليك بأنها قطار يسير في الشوارع الجانبية ومن الصعوبة بمكان التحكم فيها , وكثيرا ما نلاحظ تعرضها للصدمات الجانبية . يا حبذا لو يتم استبدالها بحافلات أقل حجما . أتمنى أن يتم تكريم الطالب نهار الرشدان وشقيقه من قبل إدارة التعليم والجهات المعنية , فتكريم الأبطال هو المدخل الى نهضة الأمم . في النهاية يتقدم الأستاذ فلاح عزيز الرشدان عم الطالب بجزيل الشكر والتقدير إلى مدير مكتب التعليم بتيماء الأستاذ فواز الفقير على تواصله مع الطالب نهار وشقيقه للإطمئنان عليهما وتهنئتهما بالسلامه , وأيضا الشكر موصول الى مدير مرور تيماء النقيب عبدالمجيد العنزي , ومدير متوسطة محمد بن مسلمة ورئيس لجنة التنمية الإعلامية الاستاذ محمد زراع الرشدان ومراقب النقل الميداني الأستاذ سلطان الجهني , وإلى كل من الاعلامي بدر الجبل وحماد الرشدان وسناب تيماء (حامد الدريبي) , وإلى كل من اتصل أو سأل من داخل وخارج مدينة تيماء .
بقلم / فوزي الأحمدي – تبوك