
يحتفي العالم في الخامس من أكتوبر من كل عام بالمعلم، وهذا الاحتفاء بمثابة إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في العام 1966م والمتعلقة بأوضاع المعلمين، وهذا الاحتفاء جاء عرفانًا بدورهم في توفير تعليم وتدريب عالي الجودة لهم، وإعداد مواطنين صالحين، إضافة إلى لفت الانتباه إلى أوضاعهم الوظيفية والظروف التي يعملون فيها في مختلف بلدان العالم.
وبهذا الخصوص نظمت كلية التربية بجامعة الملك سعود الخميس الماضي فعالية اليوم العالمي للمعلم تحت شعار “المعلمون الشباب.. مستقبل المهنة” بالشراكة مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض والمركز الوطني للتطوير المهني التعليمي بوزارة التعليم.
وحضر حفل الافتتاح مدير عام تعليم الرياض الأستاذ حمد الوهيبي، وافتتح جناح الإدارة المشارك في هذه الفعاليات , كما حضر معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر , وعميد الكلية الدكتور فهد الشايع , وعدد من مدراء الادرات والاقسام بالكلية ومن خارج الجامعة.
كما شاركت عدد من القيادات التربوية في الجهات التعليمية المختلفة، وشهدت عقد العديد من الندوات والدورات والورش التدريبية الموجهة للمعلمين والطلبة الذين يتم إعدادهم حالياً ليصبحوا معلمي المستقبل، واستهدفت تلك الفعاليات أكثر من 200 معلم ومعلمة، وصاحب ذلك معرض يضم عدة أجنحة تمثل جهات ذات علاقة بالتعليم والمعلم.
ووزارة التعليم في المملكة العربية السعودية أطلقت العديد من البرامج والمنتديات التي تسهم في التنمية البشرية وترجمة للمتطلبات الملحة للتطوير والتغيير بما ينسجم مع توجهات الدولة – رعاها الله -، وخططها المستقبلية الرامية إلى تعزيز مكانة وأوضاع المعلمين بما يخدم ويضمن جودة التعليم، وتقدير لدوره الأساس في عملية التنمية.
وذكر المشرف العام على المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي بوزارة التعليم د. أحمد الجهيمي أن دول العالم تحتفل سنوياً بذكرى اليوم العالمي للمعلم للإشادة بدوره ومهنته العظيمة والمملكة العربية السعودية جزء من هذا العالم، بل إنها في مصاف الدول المتقدمة التي تولي التعليم اهتماماً بالغاً، فقيادتنا الرشيدة – حفظها الله – دعمت قطاع التعليم وخصصت له أعلى نسبة استحواذ من الميزانية وهذه إشارة واضحة وصريحة للاهتمام بالمواطن والاستثمار في العنصر البشري الذي يعتبر أساس أي تنمية والمحرك المؤثر للتغيير والتطور وهو ما تراهن عليه الدولة في السنوات القادمة لتحقيق رؤية المملكة الطموحة 2030.
وأوضح د. الجهيمي أن المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي يشارك قطاعات الوزارة الأخرى في الاحتفال باليوم العالمي للمعلم من خلال تقديم نبذة عن برامج المركز الوطني وكذلك دورات تدريبية بالشراكة مع كلية التربية بجامعة الملك سعود والإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض، وسيتم في يوم المعلم تنفيذ 32 فعالية تشمل 16 برنامجاً تدريبياً وورش عمل و16 مشاركة تتضمن عروض لمشاريع التطوير المهني التعليمي و”بوسترات” لمعلمين ومعلمات مشاركين في مبادرات وبرامج التطوير المهني التعليمي، مضيفاً: المركز يهدف إلى التطوير المهني في الممارسات التدريسية وإحداث نقلة في سير عمل التدريب والاستفادة من التجارب العالمية من خلال تقديم عدد من البرامج ومنها برنامج “خبرات” الذي ينقل التجارب واقعياً عبر التواجد في بيئات تعليمية متطورة، كما قدم المركز خلال الإجازة الصيفية مجموعة من البرامج التدريبية النوعية هي الأكبر من نوعها على مستوى المملكة، فقد نفذت البرامج في 245 مقرا تدريبيا في مختلف المناطق والمحافظات واستفاد منها أكثر من 200 ألف معلم ومعلمة بالإضافة إلى برامج المعلم الجديد والطفولة المبكرة وبرامج مخصصة لمعلمي التربية الخاصة.
كما أكد د. الجهيمي أن اليوم العالمي للمعلم يلفت الانتباه إلى الحاجة لرفع مكانة مهنة التعليم ليس لأجل المعلم والمتعلم فقط بل لأجل المجتمع والمستقبل والجيل القادم، وموضوع هذا العام “المعلمون الشباب.. مستقبل المهنة” يسلط الضوء على الحاجة إلى دعم المعلمين والمعلمات في ممارساتهم المهنية وهذا حق نصت عليه منظمة “اليونسكو” وجسدته وزارة التعليم في برامجها التطويرية، ووجّه به مشكوراً وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ والنائب الدكتور عبدالرحمن العاصمي، مضيفاً أن الاهتمام والعناية بالمعلم والمعلمة لا يقف عند هذا اليوم بل إن الوزارة وضعت ضمن خطتها الاستراتيجية دعم المعلم والمعلمة مهنياً وقدمت لهم أفضل الممارسات التدريسية وأتاحت فرصة التطوير في فترات مختلفة، ولأهمية هذا اليوم فإن المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي يشارك في الاحتفال باليوم العالمي للمعلم من خلال تنفيذ عدد من برامج التطوير المهني في جامعة الملك سعود كلية التربية يومي الخميس والأحد 4، 7 صفر 1441هـ
ورأى مدير مكتب التعليم بالدرعية فواز آل داوود أن التعليم يمثل الرافعة الأولى لحضارة المجتمعات وتقدمها، ولا يكون التعليم كذلك إلاّ بوجود معلم كفء يدرك أهمية التعليم وأهمية الإنسان ودور التعليم في بناء شخصيته ونمائه.
وأضاف: ويأتي الوفاء للمعلم وتقدير دوره الأساس في عملية التنمية كأحد مظاهر تقدم الشعوب وتحضرها، وأردف: والمعلم في يومه العالمي في المملكة العربية السعودية يحظى باهتمام كبير من قيادة البلاد وتقديرهم، كما ينتظر تطبيق لائحة الوظائف التعليمية والمتوقع خلال الأشهر القليلة القادمة لترسيخ مكتسباته المهنية وحقوقه الوظيفية وتدعيم دوره المحوري في تطور التعليم والمجتمع.
وفي نهاية حديثه للرياض قال آل داوود: شكراً لكم أيها المعلمون والمعلمات فإننا نستأمنكم على حياة وعقول فلذات أكبادنا وأنتم أهل للثقة والمحبة.
ودعت اليونسكو الحكومات والجهات المانحة إلى إعطاء جودة التعليم الأولوية من خلال الاستثمار في المعلمين، وذكرت أن المعلمين يشكلون استثمارًا لمستقبل البلدان، وأن معلمي اليوم والغد يحتاجون إلى المهارات والمعارف والدعم التي تمكنهم من تلبية مختلف الاحتياجات التعليمية.
وفي توصية خاصة بأوضاع المعلمين أكدت أن التدريس مهنة تتطلب معارف متعمقة ومهارات متخصصة، وشعورًا بالمسؤولية الشخصية والجماعية عن تعليم التلاميذ الذين في عهدة المعلم والعمل على ما فيه خيرهم وصالحهم، وأن هدف التعليم ينبغي أن يكون تنمية شخصية الطالب وتعزيز تقدم المجتمع في المجالات الروحية والأخلاقية والثقافية والاقتصادية، وأن الاستقرار والأمن الوظيفي شرطان جوهريان لمصلحة التعليم والمعلم على حد سواء.
ويكمن العامل الحاسم والوحيد في تحسين جودة التعليم في المعلم وأنه العامل المؤثر الأكثر أهمية في التحصيل الدراسي للطلاب، لذا اعتبرت منظمة اليونسكو إعداد المعلم استراتيجية لمواجهة أزمة التعليم في عالمنا المعاصر لذلك فإن تعميق مهنة التعليم وتطويرها لصالحه تتطلب إعداده إعدادًا متكاملًا، أكاديميًا ومهنيًا وثقافيًا كما تستلزم تنميته تربويًا لتمكينه من التفاعل المبدع مع متطلبات تخصصه ومستجدات العصر التقنية.
وفي السياق ذاته، شددت التوصية على ضرورة توفر الحماية الكافية للمعلمين ضد الإجراءات التعسفية التي تؤثر في أوضاعهم المهنية، وأن تعكس مرتباتهم الأهمية المعطاة لوظيفة التدريس ومكانتها في المجتمع، وتشجيع التعاون بين المدرسة والبيت، وضرورة حماية المعلمين من تدخل الأهل المبالغ فيه أو غير المبرر في الأمور التي تدخل في صميم اختصاصات المعلمين المهنية وغيرها من المبادئ التوجيهية التي إذا ما نفذت سترتقي بأداء المعلمين المهني وتحسن مخرجات النظم التعليمية.