
عقد مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة مساء أمس الثلاثاء المؤتمر الصحفي لإطلاق المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل الذي ينطلق فعالياته مطلع أبريل (نيسان) المقبل، و يتضمن عرضاً لـ123 ورقة عمل، و44 بحثاً علمياً بمشاركة 54 متحدثاً من 18 دولة، وذلك بالتزامن مع المعرض السعودي الدولي لمستلزمات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة (ضياء)، ومهرجان الأسر المنتجة لذوي الاحتياجات الخاصة (منتجة 2)، بإشراف جمعية الأطفال المعوقين.
حيث رفع سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، الرئيس والمشرف العام على المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل، باسمه وأعضاء اللجنة الإشرافية العليا، واللجنة المنظمة للمؤتمر، الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على رعايته للمؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل.
وثمن الأمير سلطان المتابعة الدائمة من مقامه الكريم لفعاليات وأنشطة وبرامج المركز، وقال إن المؤتمر اكتسب أهمية استثنائية بالرعاية الكريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين “المؤسس للمركز”، والداعم للمؤتمرات الأربعة السابقة، حيث رعى–حفظه الله- نيابة عن الملك فهد بن عبد العزيز-يرحمه الله- المؤتمر الأول خلال الفترة 13-16 جمادى الأولى 1413هـ الموافق 7-10 نوفمبر 1992م، وكذلك المؤتمر الثاني خلال الفترة 26-29 رجب 1421هـ الموافق 23-26 أكتوبر2000م، كما تشرف المؤتمر الرابع برعايته -أيده الله –نيابة عن الملك عبد الله بن عبد العزيز- يرحمه الله- خلال الفترة 25-27 من ذي الحجة 1435هـ الموافق 19-21 أكتوبر2014م، وأكد سموه بأن هذا الاهتمام من مقامه الكريم –حفظه الله- هو إعلان بأن قضية الإعاقة والمعوقين تمثل عنصراً رئيساً في اهتمام الحكومة ضمن خطة وأهداف التنمية المستدامة 2030.
وثمن الموافقة السامية الكريمة على تنظيم هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة والتي جاءت متسقة مع التوصية الثالثة عشرة من توصيات المؤتمر الدولي الرابع، حيث تضمنت استحداث هيئة وطنية عامة مستقلة تعنى برسم السياسة العامة في مجال الإعاقة وتعمل على متابعة البرامج والخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة في القطاعات الحكومية والأهلية والخيرية، كما أن موافقة مجلس الوزراء على تنظيم هذه الهيئة يأتي تماشياً مع الأهداف الإستراتيجية لرؤية السعودية (2030)، والمبادرات التنفيذية لبرنامج التحول الوطني (2020)، ويعد القرار خطوة مهمة في مسيرة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في هذا الوطن الغالي.
وأضاف بأن هذه الخطوة تأتي كإضافة للإنجازات الوطنية السابقة التي حققها المركز وتبنتها الدولة، ومنها ما صدر عن المؤتمر الأول من توصيات في العديد من المجالات، وأهمها أن تقوم مراكز الأبحاث بالجامعات والقطاعات الأخرى بإعطاء أهمية للأبحاث المتعلقة بالإعاقة والمعوقين، وإيجاد برامج متخصصة في الجامعات والمعاهد العلمية الأخرى لسد العجز في هذا المجال، وكذلك صدور نظام رعاية المعوقين في المملكة العربية السعودية، والذي توج بالأمر السامي الكريم رقم م/37 بتاريخ 23/ 9 /1421هـ.
وتابع: كما أن تبني الدولة لبرنامج الوصول الشامل، والأدلة الإرشادية الأربعة التي قام بإعدادها المركز وهي الدليل الإرشادي للمعايير في البيئة العمرانية، ووسائط النقل البرية، ووسائط النقل البحرية، والوجهات السياحية وقطاعات الإيواء، والذي توج بالأمر السامي الكريم رقم (35362) بتاريخ 22/ 9/ 1434هـ يأتي كإضافة إلى الإنجازات السابقة التي حققها المركز، وكذلك برنامج الكشف المبكر للأطفال حديثي الولادة حول أمراض التمثيل الغذائي بالتعاون مع وزارة الصحة ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والجهات ذات الصلة والذي يسهم في اكتشاف أكثر من (20) مرضاً من أمراض التمثيل الغذائي وأمراض الغدد الصماء والتي في معظمها أمراض وراثية تسبب إعاقات ويطبق حالياً في أكثر من (150) مستشفى، والذي تم تدشينه برعاية خادم الحرمين الشريفين بتاريخ 5/ 5/ 1426هـ الموافق 12/ 6/ 2005م، والذي يعد من أهم الإنجازات الوطنية التي تحققت على أرض الواقع.
وأكد الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السويلم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، أهمية انعقاد مثل هذه المؤتمرات والتي تهدف إلى الاستفادة من التجارب والدراسات في مجال البحث العلمي المتخصص وعلوم وأبحاث الإعاقة باعتبارها أهم الوسائل التي يمكن استخدامها في التصدي للإعاقة سواء بالوقاية منها أو الاكتشاف المبكر لها وعلاجها، والحد من آثارها عند وقوعها، وما يقدمه مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة كأول مركز يعنى بالبحث العلمي في مجال الإعاقة على مستوى المنطقة، ويعد الآن واحداً من المراكز العلمية العالمية التي يشار إليها بالبنان، والذي يلبي الحاجة الملحة لمواجهة التزايد لحالات الإعاقة بمختلف أنواعها وما يتبعها من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية تثقل كاهل المجتمع، وقضية الإعاقة تتطلب تعاون كافة الأطراف لمواجهتها بمنهجية علمية وبخطط هادفة للحد من تفاقمها، والتي نسعى جميعاً إلى الاستفادة من خلال هذه المؤتمرات بما وصلت إليه التجارب العالمية في ذلك.
وأشار الدكتور سلطان بن تركي السديري عضو مجلس أمناء المركز ومستشار سمو رئيس مجلس الأمناء، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر إلى أن المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل، يعد أحد أكبر الملتقيات المتخصصة في مجال البحث العلمي في المملكة العربية السعودية، والذي يأتي هذه المرة تحت شعار “أبحاث الإعاقة رؤية وآفاق نجاح”.
وقال: نطمح أن يكون المؤتمر خطوة حيوية نحو العناية برفع مستويات البحوث العلمية وتطبيقاتها في كل المؤسسات العلمية والتعليمية في المملكة، واهتمامها بإحداث نقلة نوعية في التعامل مع التقنيات المستجدة في مختلف مجالات العلاج والتعليم والتأهيل للمعوقين، مما يسهم في دعم وتطوير الخدمات المقدمة للمعوقين في المملكة من جهة، وفي تفعيل ثقافة البحث العلمي في مجالات الوقاية والرعاية والتأهيل لهذه الفئة الغالية من جهة أخرى.
وأشار إلى ما حققته هذه المؤتمرات من نجاح، والذي بدأ أولها في العام 1413هـ الموافق 1992م، ومنذ ذاك التاريخ يقوم المركز بتنظيمها مع الشركاء ويتبنى ما ينتج عنها من توصيات، أثمرت بفضل الله بتقديم العديد من المبادرات التي تبنتها الدولة رعاها الله ولعل من أبرزها نظام رعاية المعوقين، وبرنامج الوصول الشامل والذي يهدف لتحويل البيئة إلى صديقة للمعوقين، وتوج البرنامج بموجب الأمر السامي الكريم رقم (35362) بتاريخ 22/ 9/ 1434هـ والذي يأتي كإضافة مهمة إلى الإنجازات السابقة التي حققها المركز، ويقوم المركز بمتابعة خطوات التفعيل التي بنيت على إستراتيجية دمج المعوقين بالحياة العامة وتهيئة البيئة المناسبة لهم بصورة شاملة على أسس علمية مدروسة، كما تم توقيع اتفاقيات مع عدة جهات لتطبيقه.
من جانبه أشار أحمد بن عبد العزيز اليحيى المدير العام التنفيذي والأمين العام للمركز، أمين عام المؤتمر بأن المركز يهدف من خلال هذا التجمع العلمي للمختصين والمهتمين بقضية الإعاقة، وتنظيمه للمؤتمر الخامس إلى التعريف بالجهود التي بذلت على المستوى العالمي للتعامل مع هذه القضية، وكذلك إتاحة الفرصة لكي يبرز علماء المملكة هذه القضية، انطلاقاً من دور المركز وإيمانه بأن البحث العلمي يعد الآن هو المعيار الحقيقي لتقدم الأمم ونهضتها، وأصبح ضرورة ملحة وعنصراً مهماً للحياة الكريم.
وقال: المركز يعمل على تسخير نتائج البحوث ومخرجاتها لأغراض التقييم في مختلف مجالات الوقاية ومعرفة مسببات الإعاقة والاكتشاف والتدخل المبكر والرعاية والتأهيل، كما يسعى إلى تطبيق شعار العلم الذي ينفع الناس وإثراء المعرفة من خلال إقامة المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية في مجالات الإعاقة والمشاركة فيها، ويعتز المركز بشراكة العديد من الجهات الحكومية والأهلية ومؤسسي المركز، وكذلك داعمو ورعاة المؤتمر الدولي الخامس الذين يسخرون دعمهم في خدمة قضية الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة على وجه الخصوص.
وأبان اليحيى بأن المؤتمر الخامس سيعرض (123) ورقة عمل عبارة عن محاضرات وورش عمل، و(44) ملصقاً علمياً بمشاركة (54) متحدثاً قدموا من (18) دولة، كما يقام بالتزامن مع المؤتمر المعرض السعودي الدولي لمستلزمات الأشخاص ذوي الإعاقة (ضياء) والذي يعتبر الأول من نوعه محلياً وعربياً، وكذلك مهرجان الأسر المنتجة لذوي الإعاقة (منتجة 2)، تحت إشراف جمعية الأطفال المعوقين.