مهما قيل عن عجز اللسان والبيان عن وصف المشاعر تجاه الوطن، فلا عجب. ومهما أعطي الإنسان من فصاحة وبيان نثرًا وشعرًا، فلن يستطيع وصف الشعور الذي يخالج الوجدان تجاه الوطن. فما ذكرت أعلاه ليس مجرد كلام إنشائي يقال مجاملة في مقال أو مناسبة، وإنما هو شعور كل مواطن تشبع بحب وطنه عقيدة وإيمان راسخ، وصاحبه ولاء لقيادته وانتماء حقيقي مقرونًا بالأفعال والمنجزات.
إن من أسمى أهداف التربية والتعليم في الأنظمة التعليمية الرائدة هو التربية للمواطنة، وهذا المفهوم ليس مقتصرا على جانب الاعتزاز والافتخار بالوطن –فقط- مع أهميته، بل يمتد إلى اعتقاد راسخ وسلوك ممتد وعطاء متواصل. والمتتبع للأدب التربوي يجد التأكيد على هذا المفهوم في جميع مجالات التعلم على صعيد التعليم العام والعالي، سواء كانت تخصصات إنسانية أم علمية أم صحية، وله تطبيقات تربوية تمتد من الوطنية والانتماء والمشاعر والوجدان، ومرورًا بالعطاء والبذل والإنجاز، ووصولا نحو تحقيق الأمن بمفهومه الشامل والتنمية المستديمة بمختلف تطبيقاتها.
حق لنا أن نفخر بوطننا وقيادته ومنجزاته، فقد من الله علينا بوجود الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ليكون وطننا مهوى الأفئدة، كما من الله علينا بقيادة حكيمة امتدت لأكثر من قرنين من الزمان. وحق لنا أن نفخر بواقع وطننا ورؤيته المستقبلية الطموحة التي تزيدنا تفاؤلا وعطاء. حفظ الله وطننا من كل سوء، ورد مكر كل حاقد وجاحد، وأدام الله عز وطننا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله بتوفيقه، وبمساندة ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان زاده الله توفيقا وحكمة.
أ.د. فهد بن سليمان الشايع
عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود
رئيس الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية