
منذ مايقارب الشهر تقريبا انطلقت بمدارس منطقة نجران فعاليات برنامج “أتألق”، ضمن مبادرة “إثراء الحد الجنوبي“، التي ينفذها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي – مبادرة أرامكو السعودية- بالتعاون مع وزارة التعليم، واستهدفت طلاب المدارس في المناطق الواقعة على الحد الجنوبي.
وفي زيارة لإحدى مدارس البنات بمحافظات نجران وتحديداً محافظة “حبونا” تلفت النظر إحدى الطالبات التي تراها منهمكة في تركيب قطع “الروبورت” الخاص بها، وكأنها تعيش في عالمها الخاص. الطالبة “هديل سالم” ذات ال 15 ربيعاً والتي تدرس بالصف الثالث متوسط، فضلت أن تعمل لوحدها حتى تتمكن من إنجاز فكرة راودتها والتي لا تندرج ضمن قائمة التصاميم التي تعمل عليها بقية الطالبات في المجموعات الأخرى. زُوِدت هديل بثلاث صناديق مختلفة يحوي كل منها ما لايقل عن 200 قطعة. هديل قامت بفرز هذه القطع واختيار مايناسب فكرتها، بعد ذلك قامت بتجربة الروبوت الذي أنجزته ولكنه لم يكن متماسكاً لذلك لم تنجح الفكرة! وأعتقدت أن طموح هديل توقف وأنها ستنضم لإحدى المجموعات ولكنها واصلت محاولاتها حتى نجحت فكرتها.
تقول مدربة رالي الروبوت “آمنة أبوشوشة”، أنها لاحظت على هديل الإصرار والإبداع اللا محدود،وأن هديل قامت بتركيب الروبوت لوحدها بشكل صحيح وكذلك برمجته، مايبهر في قصة هديل أن هذه الروبوتات تحتوي على العديد من القطع والتي تفوق مجتمعه ما يزيد عن 600 قطعة وتحتاج فريقاً متكاملاً حتى يتم تركيب الروبوت الواحد وبرمجته ولكن هديل وفي 4 ساعات عمل منقسمة على يومين استطاعت أن تقوم بتركيب الروبوت وبرمجتهوبطريقة رائعة ومبتكرة.
بيّنت المشرفة على برنامج “أتالق” في منطقة نجران، رفعة اليامي، أن برنامج “أتألق“ استهدف 7 مدارس للبنات في نجران، بمجموع 672 طالبة وبمعدل 10,000 ساعة تعليمية، وتطبيق 3 مسارات هي “الطاقة للعالم، رالي الروبوت، وتحدي الجاذبية”،مشيرة أنه ساهم في تحفيز للطالبات ويستهدف الأعمار من 14-16 سنة، للمراحل المتوسطة والثانوية، وقالت “غيّر برنامج “أتألق” الصورة النمطية للتعلم، فقد تمكنت من خلاله بعض الطالبات من اكتشاف مواهبهن”. وأضافت “فريق عمل البرنامج مكون من ثلاث مدربات ومشرفة للبرنامج ومساندة إدارية. نستهدف في كل مدرسة 100 طالبة، بواقع 50 طالبة لكل مسار على فترتين يومياً لمدة أسبوع“.
أهم سمات برنامج “أتألق“ هو العمل الجماعي حيث كل فريق مسؤول عن إنجاز المشروع الذي يعمل عليه. علاوة على ذلك فإن القائمين على برنامج “أتألق“ يمكنون الطالبات من توزيع الأعمال واختيار قائدة للفريق ووضع الخطط اللازمة لإنجاز المشروع وإدارته حتى الانتهاء منه وعرضه.
وحول المسار الاخر “طاقة للعالم” ذكرت نادية أنهن تعلمن الاستفادة من الطاقة المائية والشمسية والرياح، وخامات البيئة المتواجدة التي تعدّ آمنة وصديقة للبيئة، منها “القصدير، العدسات، وألواح الآلة الحاسبة وغيرها.
وقالت مدربة الطاقة ،أمل آل دنقوه: “شرحنا للطالبات مصادر الطاقة البديلة، ووجدت منهن الحماس والإبداع وحب المعرفة والتجديد وروح الفريق والشغف“.
هذا ما نلمسه في كل مدرسة طبق بها البرنامج، ومنذ اليوم الرابع لبدء البرنامج في كل مدرسة تبدأ الابتكارات والأفكار المتجددة والتي تضيف إثراء وتميز ا للمسار، وعلى سبيل المثال في مسار تحدي الجاذبية الذي قدم ب3 مدارس تم إنجاز مشروع أطلق عليه “قطار الموت” وهو من المشاريع المميزة.
فيما أكدت مدربة الطاقة،إيلاف الطبيقي، أنها انبهرت بأعمال الطالبات فقد قمن بصنع جرس إنذار للمدرسة، وعمل مشروع يتكون من شارع وسيارات يتم التحكم بها عن طريق المولدات، بأشياء بسيطة لصناعة المستحيل، ولذلك لايجب الوقوف عند نقطة معينة، ونصحت الطالبات بتنمية أفكارهن لأن الأفكار الجاذبة كل ما كبرت أصحبت واقعاً.
وأوضحت مديرة المدرسة المتوسطة والثانوية للبنات بحبونا، وداد اليامي، أنها وجدت تفاعلاً كبيراً من الطالبات، حيث ظهرت لديهن الرغبة في التعلم ورفعت شكرها لفريق “أتالق” لتعاونهن مع منسوبات المدرسة.