
تشهد مدارس البنين والبنات بمختلف مراحلها الدراسية في مناطق المملكة هذه الأيام وقبل بداية اجازة منتصف الفصل الدراسي الأول انتشار ظاهرة غياب الطلبة والطالبات في هذه الفترة ، ورغم الحلول التي وضعتها وزارة التعليم للحد من الظاهرة وتشديدها باتخاذ اجراءات لمنع الغياب ، ومن أهمها مطالبة وزير التعليم الدكتور محمد بن أحمد العيسى تحجيم هذه الظاهرة من خلال عدد من الإجراءات التي تهدف للإنضباط الطلابي خلال هذه الفترة .
« صحيفة التعليم » ولأهمية انتشار ظاهرة الغياب خلال هذه الفترة التقت بعدد من التربويين في الميدان والذين شخصوا عددا من أسباب انتشار هذه الظاهرة فكانت لنا هذه الحصيلة :
في البداية تحدث علي بن محمد الضايحي قائد مدرسة ابتدائية فقال : هذه الظاهرة تمثل مشكلة دائمة للمجتمع المدرسي وترجع أسبابها لعدة عوامل أهمها سماح أولياء أمور الطلاب لأبنائهم بالغياب في الأيام التي تسبق الاجازات والاختبارات لاعتقادهم أن دور المدرسة قد انتهى إلى ذلك الحد، مما سبب عند الطلاب اللامبالاة وعدم احترام النظام منوها الى ظاهرة الاتفاق على الغياب الجماعي.
ويرى المرشد الطلابي خالد بن محمد البلوي أن من أسباب انتشار الظاهرة قصور الأجهزة الإعلامية في نشر التوعية بأهمية الانتظام في الدوام المدرسي قبيل العطل الرسمية وعدم وجود اهتمام فعلي من جانب بعض الإدارات المدرسية بمتابعة مواظبة الطلبة على الدوام المدرسي وقلة التعاون بين البيت والمدرسة منوها الى أهمية عمل ورش عمل لبحث أسباب الغياب في كل مدرسة يشارك فيها أولياء الأمور.
وقال سعود بن نواش العنزي قائد مدرسة : لا يخفى على أحد أسباب انتشار هذه الظاهرة التي تؤرق المدارس ومن أهم هذه الأسباب افتقار البيئة المدرسية للأنشطة والفعاليات المشوقة منوها الى ضرورة تكثيف الأنشطة المدرسية المشوقة للطلبة خلال هذه الأيام.
وأرجع عبدالله جديع العنزي ـ وكيل مدرسة ـ أسباب انتشار الظاهرة إلى معلمين من خلال الإيحاء أو من خلال الجلوس داخل الفصل وعدم إعطاء الدروس التي تشغل الطلبة بما يفيدهم ومن هنا يمل الطلبة من الحضور، إضافة إلى تراخي بعض المدارس مع الطلبة الذين يتغيبون قبيل العطل الرسمية أو الاختبارات
وقال المعلم فهد حمدان العنزي إن شخصية المعلم وطريقة شرحه وأسلوبه في التدريس لها دور كبير في استمالة الطلبة له وحرصهم على حضور حصصه، فكلما كان محبوبا من طلبته فإنهم سيحرصون على مادته وعلى عدم التخلف عنها ومن ثم على عدم الغياب حرصاً منهم على الالتقاء به يومياً، إلا أن بعض المعلمين يخبرون طلبتهم بأنه لن يتم تدريس أو شرح درس جديد في هذه الأيام مما يدفع بالكثير من الطلبة حتى الحريصين منهم على عدم الغياب. واضاف: من أساليب القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة متابعة الإدارات المدرسية للمعلمين الذين يحثون أو يوحون لطلبتهم بالغياب واتخاذ الإجراءات الرسمية الرادعة لهذه الفئة.
وأكد المعلم أحمد سالم الزهراني أن المدارس الحكومية والخاصة تعاني من مشكلة غياب الكثير من طلبتها وخاصة في الأيام التي تسبق الإجازات أو الاختبارات النهائية للفصلين الدراسيين منوها الى دور مديري المدارس في الحد من هذه الظاهرة.
وناشد المعلم عطالله سعيد العطوي المجتمع التربوي التعاون من اجل القضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت عادة للطلبة قبيل كل إجازة رسمية. وقال: رغم التحذيرات والتنبيهات نجد أن الأعداد تتزايد حتى أن المعلمين لا يعتدون بالأيام الأخيرة بسبب قلة حضور الطلاب مما يضعف ويخل بالخطة التعليمية وللقضاء على هذه الظاهرة أرى أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو الأسرة.
وقال ولي الأمر عطالله بن محمد العمراني : الجميع يقر بأن الغياب ظاهرة منتشرة لأسباب عدة منها عدم تعاون بعض أولياء الأمور مع إدارات المدارس من حيث زياراتهم للمدارس وتتبع أحوال أبنائهم إضافة إلى الثقة الزائدة لدى بعض أولياء الأمور في أبنائهم والتي قد تنعكس سلبا على أبنائهم، كما أن هناك قصورا من ناحية إدارات المدارس في إيصال معظم التوجيهات والتعليمات المنظمة للعملية الدراسية واللوائح المتعلقة بتطبيق حسم الدرجات على الطلاب.