
شيع وفد غفير من أهالي منطقة عسير يوم أمس، رائد من رواد التعليم وأحد أهم المراجع التاريخية بالمنطقة الشيخ يحيى بن عبدالله بن مجثل الذي وافته المنية في مستشفى عسير المركزي صباح أمس الأثنين الموافق 25 نيسـان 2016م عن عمر ناهز الـ 93 عاماً.
هذا وأقيمت الصلاة على جثمان الفقيد “آل مجثل” عقب صلاة عصر أمس الإثنين بجامع الراجحي بمدينة أبها , ووارى جثمانه الثرى في مسقط رأسه بقرية آل زيدي وسيقام عزاء المغفور له بإذنه تعالى في منزله الواقع بحي الوصايف بأبها .
تجدر الإشارة أن الفقيد عُرِفَ عنه خلال سيرة حياته، الفضيلة والحلم والشجاعة وكان مثلاً يقتدى به في الكرم والإباء و كان يمتاز رحمه الله بدماثة الأخلاق ومرجع راسخ في سداد الرأي والحكمة.
من جانبه وصف شيخ شمل قبائل بني مغيد وبني نمار عسير الشيخ علي بن سعد آل مفرح مآثر الفقيد بقوله ” بلغنا يوم أمس الأثنين الثامن عشر من رجب عام ١٤٣٧هـ نبأ وفاة الشيخ يحيى بن عبدالله بن مجثل رحمة الله رحمة الأبرار وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنان ,الرجل الذي قل من الرجال أمثاله في أدبه وورعه وتفانيه في خدمة دينه ووطنه ,عرفناه كريماً شجاعاً مخلصاً مثابراً في القيام بواجبه في هدوء الواثق وصدق المؤمن وتجلي الراوي المغوار, يعرض في إلماحة ويشير بصراحة ويؤآخي بمودة ورجاحة ,إذا غاب فقدناه وإذا حضر أجللناه , وإذا تكلم فهمناه وصدقناه, له في القلب دلالة وفي المجلس إطلالة , وبين ربعه وعشيرته مكانةوغلاوة , فرحم الله أبي عبدالله وعوض علينا فيه بخير وبارك في أبنائه وجماعته وألهم أهله وذويه ومن أفتقده وهم والله كثر الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
هذا وسطر شيخ شمل قبائل علكم الشيخ عبدالله بن عايض بن حامد عبارته في الفقيد بقوله “فقد صديق كبير ووقعه على النفوس شديد ومحزن, نشهد بأنه كان ذو أخلاق حميدة ويد سخية وبسمة جلية , ذاك الرجل صاحب الصفات الحميدة والحكمة السديدة , وذروة سنام هذه الصفات محبة الناس له واحترامهم لرأيه وعزتهم بشأنه , وبصفته معلم للأجيال فقد سار على أثره ونهجه أجيال عديدة وبرزوا من خلال استفادتهم من علمه وعمله,اللهم افتح لضيفك أبواب جنتك وأبواب رحمتك أجمعين “.
من جهته عبر شيخ شمل قبائل ربيعة و رفيده وبني ثوعه الشيخ تركي بن عبد الوهاب أبو نقطة المتحمي بقوله ” تلقينا ببالغ الحزن والأسى وبالإيمان بقضاء الله وقدره نبأ وفاة الشيخ يحيى بن عبدالله بن مجثل , فنسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويتجاوز عنه ,والشيخ يحيى رحمه الله عرف منذ نشأته محباً للعلم وأهله فهو من أقدم المعلمين ومديري المدارس في المنطقة , كما عرف عنه محبته للناس وتواضعه لهم بشوشا كريما , يصل الرحم ويغيث اللهفان ويعين على نوائب الحياة ,ربطتنا به علاقة نسب فكان نعم النسيب ونعم من يحفظ لرابطة النسب حقها ومكانتها , له مآثر عديدة في تواصله وبره وحبه للخير وأهله ,عانى من المرض فترة من الزمن,فكان رغم مرضه يتواصل مع محبيه وأقاربه,تقبله الله بقبول حسن وعوض أهله ومحبيه ومن عرفه خيرا,و نرجوا أن يجعل بركته في أبناءه وأسرته الكرام ,ولا نقول إلا ما يرضي ربنا , لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده لأجل مسمى, وأنا لله وإنا إليه راجعون”.
كما أثنى شيخ شمل قبائل بني مالك عسير الشيخ أحمد بن علي آل معدي على الفقيد بقوله “الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول فقدنا هذا اليوم رجل له مكانته الكبيرة في منطقة عسيرالوالد يحي بن مجثل رحمه الله رحمة الأبرار,رجل محب للخير رجل يتصف بالدين والتقوى وحسن الخلق محب للإصلاح وأعمال الخير حريص علي لم الشمل محب لوطنه وقيادته ومخلصاً وصادقاً ,أسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجمعنا به في الجنة”.
وأضاف الأستاذ عبد الله بن عفتان وهو أحد أعلام الفكر وعضو مجلس منطقة عسير سابقاً بقوله ” أحسن الله عزانا في أخونا ونسيبنا ومدير مدرسة بني رزام الأول الذي افتتحها رحمه الله مع بداية عام١٣٧٩هـ فكان نعم المربي الفاضل الصادق مع الله ومع دولته وقيادتها وعاصر مسيرة وحدة بلادنا وملوكنا الكرام من عهد الملك عبد العزيز رحمه الله إلى عهد ملكنا الغالي سلمان الحزم والعزم أما فقيدنا الشيخ يحي بن عبدالله آل مجثل من أعيان قبيلة بني مغيد وبني نمار صاحب اليد الكريمة الصادق مع ربه سبحانه وتعالي ثم مع وطنه المملكة العربية السعودية وولاة أمرنا نسال الله أن يتغمده بواسع رحمته و يرفع منزلته في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا في هذا اليوم وهذه الليلة المباركة ,غفر الله لأبا عبدالله و إنا لله وان إليه راجعون”.
فيما ذكر مستشار التعليم بتعليم عسير (نائب قرية آل زيدي) الدكتور عبدالله سليمان آل هادي بقوله “يعتبرالشيخ يحي بن عبدالله مجثل علم من أعلام منطقة عسير حكمة ورأي سديد وعلامة مميزة في البذل والكرم والمعروف والإصلاح بين الناس وهو موسوعة في تاريخ المنطقة وعاداتها وهو من الرجال الأوفياء لوطنهم ومجتمعهم بدأ حياته في القطاع العسكري في مكة المكرمة وواصل تعليمه وعين معلما ثم مدير لعدد من المدارس بالمنطقة منها مدرسة المضفاة ومدرسة بني رزام ثم مفتشا في إدارة تعليم أبها حتى تقاعد رحمه الله واسكنه فسيح جناته”.
صحيفة التعليم الإلكترونية – تسأل الله تعالى أن يُسكن الفقيد فسيح جناته وأن يغفر له ذنوبه وأن يتجاوز عنه وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان , والعزاء موصول لأبنائه عبدالله وعلي وسليمان و محمد وإبراهيم وعبدالرحمن ومغرم , إنا لله وإنا إليه راجعون.