أثناء تواجدي بالولايات المتحدة للدراسة ضُبطت أمامي ٣ حالات سرقة، أولها لسيدة أمريكية سرقت بعض من أدوات الزينة من محل يُدعى “ديلنز” في وسط مدينة لورنس كانساس حيث المدينة التي أدرس، والغريب أنني اكتشفت لاحقًا أن السارقة هي جارة لي وقد ضبطت وحقق معها وحُوكمت أيضا .
والحالة الثانية كانت لسيدة قُبض عليها وهي تهم بالخروج من محل ولمارت وعندما أقترب منها أحد الحراس ليفتش حقيبتها رمت الحقيبة و ركضت مسرعة واختفت في الظلام وخلفها أحد رجال الأمن يطاردها ولا أظن أنه امسك بها .
أما الحالة الثالثة فقد كانت “لأم” من دولة عربية تدرس الدكتوراه ضبطت كاميرات المراقبة ولدها وهو يقوم بسرقة أحد الأجهزة من محل “بس باي” الشهير للإلكترونيات ،فاحتجز رجال الأمن بالمحل الطفل ووالدته و جاءت الشرطة وفتشت حقائبهم، ولحسن الحظ لم يجدوا أي شيء مسروق معهم؛ ولربما أن الطفل خاف و ألهمهُ الله بأن يُلقي ما أخذه سريعًا قبل خضوعهم للتفتيش والذي دام فترة طويلة -نص ساعة- عدّت على ستر وخير بحمد الله.
وتعتبر السرقة من المحلات التجارية أو ما يسمى Shoplifting أو lifting جريمة لها عواقب وخيمة تنتهي بصاحبها إلى أقسام الشرطة والمحاكم، فضلًا عن وجود قيد له يمنع أي مؤسسة من توظيفهُ أو التعامل معه.
ووفقًا للجمعية الوطنية للوقاية من السرقة فإن “يوما” تسرق بضائع قيمتها أكثر من 35 مليون دولار وبحسب ما يصرح به أصحاب محلات المواد الغذائية فإن أكثر البضائع المسروقة هي اللحم والمكياج .
ولأهمية تجنب السرقة بطريقة السهو أو الوقوع بأنواع للسرقة لا ندرك أنها تعد سرقة أحببت أن اشرح للمبتعثين في مقالي هذا بعض الأمور المرتبطة بالسرقة من المحلات التجارية.
فللسرقة قانونيًا أنواع وأشكال منها:
أولًا: أكل أو شرب أي مادة غذائية -حتى ولو كانت حبة عنب- قبل دفع ثمنها تعد سرقة وهي ما يطلق عليها grazing.
ثانيًا: اخفاء سلعة بالملابس أو الحقيبة أو عربة الأطفال ومغادرة المحل دون دفع ثمنها.
ثالثًا: لبس الملابس أو الأحذية ومغادرة المحل دون دفع ثمنها.
رابعًا: العبث بالأسعار على القطع أو تبديلها من قطعة لأخرى.
خامسًا : wardrobing أي ترجيع الملابس وهي مستخدمة
بعض المحلات تكافح ظاهرة السرقة أو ما يسمى shoplifting، من خلال وضع مرايا وكاميرات فيديو للمراقبة، أو حراس بملابس مدنية ومتحققين من الحقائب على مخارج المتاجر، وأيضا من خلال ربط البضائع باهضة الثمن بسلاسل أو وضعها بأقفاص مقفلة، لا يتم فتحها إلا وقت الدفع.
من الغريب أن النساء هن أكثر احتمالية لارتكابهن السرقات من المحلات، وغالبًا ما يستخدمن حقائبهن أو عربات الأطفال للتمويه. وتشير الاحصائيات إلى أن أكثر الفئات العمرية ممارسة لعمليات السرقة من المحلات هم المراهقين، وبالنسبة للعقوبة للسارق في الولايات المتحدة فهي تفتيش المشبه به، ومن ثمّ الاتصال بالشرطة لبدء التحقيق.
وفي حال أتهم أي مشتري بالخطأ فإن من حقه مقاضاة المحل، ولذا لابد لأصحاب المحلات ونظام الحراسة الالتزام بالمعايير التالية: يجب أن ترى السارق وقد أقترب من السلعة وخبأها أو حملها بعيدًا عن مكانها الأصلي، ثم أنصرف عن مكان المحاسبة، ونوى المغادرة بها خارج المحل، وهنا يتم القبض على السارق بعد التأكد مائة في المائة؛ حتى لا يتكبد صاحب المحل تكاليف وأتعاب قضايا هو في غِنى عنها .
من العجيب أن هنالك مشاهير أتهموا وحُوكموا بقضايا مرتبطة بالسرقة مثل Lady Isobel Barnett والتي انتحرت بعد كشفها بأيام، أيضًا ابنة عمدة نيويورك السابق “رودي جولياني”؛ لسرقتها أدوات تجميلية قيمة 100 $ من متجر سيفورا في مانهاتن.
من المهم جدًا لنا كمبتعثين توعية أطفالنا بعدم لَمس الأشياء أو العبث بها، أو حتى وضعها بسلة التسوق دون طلب إذن منا أو حملها بأيديهم لأنه ربما قد نغادر أجهزة المحاسبة فنتفاجأ بالشرطة تنتظرنا على باب المحل ونحن بحوزتنا بضاعة لم ندفع ثمنها مما يعني سرقة.
2 pings