
نالت مسابقة “القارئ الرائع” التي نفذتها ابتدائية النموذجية الثانية بجدة خلال الأسبوعين الماضيين على إعجاب الطلاب وأولياء الأمور والتي تهدف إلى تحفيز الطلاب على قراءة القصص القصيرة الهادفة في شتى مجالات الحياة وغرس القيم والمبادئ السامية في نفوسهم إلى جانب تعويدهم على القراءة وتحبيبهم فيها بطريقة رائعة ومشوقة.
هذا وقد شهدت تلك المسابقة إقبالا كبيرا وتفاعلا رائعا من قبل الطلاب خصوصا بعد علمهم برصد جوائز عينية تحفزهم على ذلك.
بدورها ألتقت صحيفة التعليم مع صاحب هذا الإنجاز الفريد متحدثا عن فكرة البرنامج وعن كيفيته وكل ما يدور حوله في حوار شيق معه في المقر المخصص لتلك المسابقة.
في بداية اللقاء نرحب بك أستاذ “عبدالله” عبر صحيفة “التعليم الإلكترونية” ، كما نود أن تعرفنا بنفسك وعن اهتماماتك وذكر بعضا من إنجازاتك.
باسم الله ، أولاً أسمح لي أن أرحب بك في مدرستنا ونشيد بالجهود الملموسة لصحيفتكم الموقرة ، أما عن سؤالك فأنا عبد الله أبو طالب هزازي أعمل معلما في الصفوف الأولية بالصف الثالث الابتدائي ومهتم جدا بالأنشطة الطلابية والجوانب التربوية كوني أرى أن فيها اكتشاف مواهب الطلاب وإمكاناتهم وقدراتهم لما فيها من تقويم كبير لشخصياتهم الدراسية والسلوكية ، فالنشاط حقيقة يصنع الطالب ويتيح له فرصة لإظهار موهبته ، حتى داخل المنزل يستطيع أن يستثمر وقته بالشيء المفيد .
س: سمعنا كثيراً عن برنامج “القارئ الرائع” الذي قمت بتنفيذه بالتعاون مع زملائك داخل المدرسة هل لك أن تعطينا فكرة عن هذا البرنامج ؟
لا يخفى على أي شخص أهمية القراءة خصوصا في هذه المرحلة فهي عنوان الحضارة والتقدم لأي أمة من الأمم لاسيما وإننا “أمة اقرأ” حيث تعد أول كلمة نزلت في القرآن الكريم من هذا المنطلق أتتني فكرة هذه المسابقة فنحن نحتاج لغرس جانب القراءة والاطلاع في نفوس أبنائنا الطلاب منذ الصغر كما أن هنالك برامج شبيهة موجودة في الميدان التربوي تدور حول هذه الفكرة ولكنها تخدم فئة الشباب فوجدت أن الأطفال بحاجة إلى مثل هذه البرامج.
أما عن البرنامج باختصار فهو يهدف إلى نشر ثقافة القراءة في الوسط الطلابي بطريقة جاذبة ومحفزة من خلال توفير مكان هادئ ومنظم ومرتب وجميل وتزويده بمجموعة من القصص المصورة لتكون جاذبة أكثر لهم كما أن تلك القصص يجب ألا تزيد عن 16 صفحة حتى لا يشعر الطالب بالملل ويكون الإنجاز فيه أسرع وأدق ، كما تم تجهيز مجموعة من الجوائز العينية المحفزة بحيث أن كل طالب ينتهي من عدد من القصص ، يحصل على هدية يقوم باختيارها بنفسه ، إضافة إلى تلك الجوائز المحفزة تم عمل “كوبونات” لوجبة طعام خاصة بمطعم “البيك” حتى يشعر الطالب بالفخر أمام أسرته وزملائه ليعود في اليوم التالي يحاكي زملاءه وهو متحمس بأنه ذهب للمطعم وتناول الوجبة هو وأسرته ، مثل هذه الجوائز تدفعهم بشغف لنيل ذلك الكوبون الذي يعد مبادرة ومشاركة مجتمعية من الجهة الداعمة للبرنامج مجموعة ” بناء التربوية”.
مدة البرنامج
بعد التشاور مع إدارة المدرسة قررنا ألا تزيد مدته عن أسبوعين يتيح المشاركة لكافة الطلاب دون استثناء كما أن هنالك فترتين للتقييم فترة قبل الطابور الصباحي بثلث ساعة ، ترى فيها معظم الطلاب في فناء المدرسة يقرأ القصة التي أعطيت له وتجده يحكي تفاصيلها لزملائه في جو رائع ومثير بالاهتمام لدرجة أن الطالب أصبح يأتي للمدرسة مبكراً كي يتم تقييمه من المعلمين المشاركين في البرنامج أما عن الفترة الأخرى فقد تم تخصيص فترة الفسحة ليأتي إلى المقر في الدور الثالث ومعه قصته ليتم تقييمه.
كيفية التقييم
هنالك درجة لكل من الاستيعاب والشخصيات والمؤلف ومضمونها والفائدة التي خرج بها. كما أننا غرسنا مبدأ الثقة بجعلها ثنائيات بأن يقوم الطالب الأول ليسأل الثاني والعكس لتكون أكثر سرعة وسهولة ودقة وتعم فائدتها بينهم.
بطاقة المسابقة وكيفية منح الجوائز
قمنا بعمل بطاقتين الأولى تعريفية لولي الأمر بالبرنامج وأهدافه والمشرفين عليه أما الورقة الأخرى فهي بطاقة القارئ تعطى للطالب ليسجل بها اسمه وفصله كما أنها مزوده بسبع عشرة خانة كل خانة مخصصة لتقييم قصة واحدة وبعد أن ينتهي الطالب من كافة الخانات، يمنح كوبون الوجبة والهدية التي يختاره بنفسه.
الفريق المشارك في تقييم الطلاب
فريق العمل مكون من نخبة من المعلمين جميعهم يقوم بتقييم درجة الاستيعاب وكذلك المتابعة في قراءة القصص وهم: أ. ماهر الشيخ ، و أ.عبد الله الزهراني ، و أ. سليمان الأنصاري .
التسهيلات التي حظي بها من قبل إدارة المدرسة
حقيقة القائد التربوي محمود الشامي الشخصية المحبوبة عندما عرضت عليه فكرة المشروع رحب به كثيراً وتفاعل معه وخير دليل على ذلك تجهيز هذه القاعة التي كانت عبارة عن غرفة غير مستفاد منها قبل أن أقوم باختيارها وعرض فكرة تحويلها إلى مقر للمسابقة والبرنامج ، ليقوم هو بدوره بتجهيزها بكافة المستلزمات الخاصة بالبرنامج من طاولات وكراسي وتكييف وإنارة وغير ذلك ، كما أنه حضر إلى هذا المكان بعد أن بدأت المسابقة واستمع إلى الطلاب وساهم في تقييم بعضهم وتفاعل معنا بشكل كبير جداً ، فله مني كل الشكر والعرفان على ما قدمه لي من تسهيلات ساهمت في نجاح هذا المشروع.
س: هل لديك كلمة أخيره تود أن تضيفها إلى هذا اللقاء الشيق؟
أوجه رسالتي هذه إلى كل معلم وكل مربي بل إلى كل شخص له علاقة بالتعليم “أن الطالب مستعد أن يعمل الكثير ولديه الكثير ، ويجب أن تترك له مساحة للتعبير والإبداع ، حفز الطالب ، شجعه ، واجعل له هدفاً واضحاً ، ارسم له نظاماً ، قم بمد يد العون له ، ستجد أثره على الطالب فيما بعد”.
كما أتقدم بالشكر إلى “مجموعة بناء التربوية” على رعايتهم لهذا البرنامج ، وأشكر كل من ساهم في نجاح هذا البرنامج .
“إحصائيات البرنامج خلال أسبوعين
عدد المستفيدين من البرنامج : 150 طالب
عدد الكتب التي قرئت : 2150 قصة
عدد الصفحات المقروءة : 34,400 صفحة.