قد يستغرب الكثير منا وخاصة ممن لا يملك خلفية في علم النفس قيام المجندين في داعش وبالذات صغار السن منهم بقتل آبائهم واخوالهم وربما اخوانهم بدم بارد ومن دونما اي اكتراث وبابتسامه كلها نشوه وفرح .ولكن في حقيقة الامر هو اعمق من ذلك بكثير . فتنظيم داعش يتفنن باستخدام طاقته النفسية وبشكل مكثف مؤخرا وملفت لكل خبراء علم النفس في الدول المتقدمة. ويعتمد داعش في تجنيده على طلبه الجامعات او حتى المدارس الثانوية لسهوله السيطرة على عقولهم من خلال تقنيات نفسية محدده برعو فيها وبحسب ما نشره بعض الكتاب في الولايات المتحدة فان اهم الاساليب النفسية المستخدمة من قبل داعش للسيطرة على العقول الفتية هي تقنية الاكراه coercion وتقنية التلاعب النفسي psychological manipulation ومن خلال هذه التقنيات النفسية تتلاعب داعش بعقول البشر وخاصة المراهقين لتجندهم ضمن صفوفها كإرهابين وبذلك فان ما يقوم به هؤلاء المجندين من ذبح وسفك من دماء لا يعد خيار بالنسبة لهم فهم غير مدركين ذهنيا انهم متورطين بعمليات قتل وذبح لأنه وبفضل تقنيات مسح الدماغ التي مورست على عقولهم بدرجة كافيه تجعلهم يقومون بعمليه ذاتية تخيليه دائمة وهو ما يسمى projection والذي يجعلهم يظنون انهم يجاهدون ويقاتلون في سبيل اهداف نبيلة كإيجاد مدينة العدل الكاملة والقضاء على الكفرة وابادتهم وانهاء الفقر من حياة الامم .وبحسب شهادة احد خبراء علم الارشاد Steven Alan والذي كان ايضا ضحية و عضو سابق بمنظمة دينية كورية ارهابية عندما كان طالبا في عمر الثامنة عشره واعترف بانه خضع لعمليات تلاعب بأفكاره كانت تجعله يظن انه انسان صاحب مبدا سامي يعيش حياته فقط لهدف واحد وهو تحقيق المساواة وانهاء مسلسلات الاجرام و الفقر في العالم وبحسب ما يقول ستيفن بانه وخلال اسبوعين فقط من مسح دماغه وانضمامه لهذه المنظمة الدينية تغير كليا واصبح يتكلم اللغة الكورية ويقضي معظم وقته مصليا يدعو الله ان يحقق امله بان يعم الدين المسيحي العالم والادهى من ذلك ان ستيفن اعترف انه كان مستعدا وقتها لقتل اي انسان مهما كان قريبا له في سبيل تحقيق هذا الامل وهو نشر النصرانية ويقول ستيفن ان تقنيات مسح الدماغ التي استخدمتها المنظمة الدينية التي انضم اليها في التسعينات هي شبيه بالتقنيات التي تستخدمها داعش في مسح ادمغة الشباب وجعلهم على اهبه الاستعداد للقتل في سبيل نشر افكار غرست في ادمغتهم وتفاعلت مع افكارهم وغيبتها وصورت لهم انهم ما هم الا مجاهدون ينشرون الخير في العالم وسوف يدخلون الفردوس جزاء لهم فيقبلون على الموت بكل حب وفرح وبلا رهبة.
وانا اقراء مقال ستيفن بدأت احلل كلامه و ارى انه حقيقة مبنيه على تجربة واقعة لا شك فيها والا لما كنا شهدنا مظاهر ليست من الاسلام قام فيها مجندي داعش كالحوادث الدموية التي اجتاحت مساجدنا و مراسيم حرق انسان مسلم مصورة لتبدو وكأنها فيلم سينمائي مليء بالمؤثرات النفسية والضمنية لتسيطر على عقولنا وتغرس بدواخلها لا شعوريا صور لا يمكن ان تمحيها الذاكرة .وانا اجزم ان جموع المراهقين والمجندين لدى داعش سواء اكانوا من مسلمي الدول العربية والاسلامية ام من النصارى المسافرين سرا من اقطاب اوروبا ليلتحقوا بداعش هم جميعا لديهم اسباب قاهره تجعلهم يتوحشون فجأة وينقضون على البشر بلارحمة وما نشاهده من لمحات لوجوههم ومقاطع لضحكهم الهستيري وابتساماتهم البلهاء في مقاطع القتل المصورة التي يقومون فيها وكأنهم يحتفلون بأحد الاعياد الا دليل دامغ ان هؤلاء الشبان غرر بهم بتقنيات تسللت لعقولهم خلسة و بطريقة لابد لنا ان نكتشفها ونحاربها. اتمنى لا يطول الصمت امام مكافحة هذه التقنيات الخاصة بغسل العقول وكما تستقطب جامعاتنا ووزارتنا من خارج المملكة الاكفاء والخبراء من مختلف دول العالم اما للنهضة بالجامعات او المؤسسات فانا شخصيا لا ارى اي ضير بان تقوم وزاره التعليم او الصحة بطلب يد العون من خبراء كوريا او اليابان في تقنيات مسح الدماغ فهذه الدول هي الاكثر خبره بهذه التقنيات والاكثر علما بها ونحن بحاجة لهذه الخبرات لإرشادنا بكيفية محاربة هذه الآفات النفسية قبل ان تلتهم منا اعز ما نملك من جيل فتي من ابنائنا نحلم بان يكون يوما درعا حاميا لهذا الوطن لا مطرقة تهشمه