اشتكى الي بالاشهر الماضية عدد كبير من المبتعثين السعودين لمرحلة الدكتوراه من تصرف مزعج تقوم به عدد من الجامعات الامريكية  متعمدة ألا وهو رفض الجامعة طلباتهم  لالتحاق فيها لاسباب او حجج  كان بامكان ابلاغهم بها مسبقا اثناء عمليات المراسلات المبدئية مع وحدة القبول والتسجيل بالجامعة اي قبل ان يكبدو عناء رفع طلب التقديم على موقع الجامعة وما يرافق هذه العملية  من دفع لتكاليف كثيرة مثل رسوم الطلب  المبدئية ورسوم ارسال كشوفات امتحانات القبول التحضيرية بضرف منفصل للجامعة لكل طلب يرفعه الطالب لكل جامعة ينوي الالتحاق فيها فضلا عن كم الارهاق النفسي والعصبي الذي يمر به المبتعث مقدم الطلب الذي يمضي اشهرا في انتظار النتيجة على امل بان تقبله الجامعة فيها . لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا ترفض الجامعة قبول طالب متقدم لها بسبب درجته المنخفضه بالجي ار ايه مثلا ولا تبلغه صراحة  انه مرفوض قبل ان يقوم برفع اي طلب لدراسه فيها . ولماذا تجنب الجامعة الطالب تكبد عناء طلب التوصيات من استاذته وعناء الانتظار لاشهر لنتيجه النظر في قبوله من قبل مجلس الكليه وهو بالاصل غير مقبول وفقا لشروط الجامعة و ربما لن ينظر بطلبه في الاساس. السبب خفي على معظم المبتعثين الذين يتوهمون ان الجامعة تقتات على رسوم الطلبه التي يدفعوها عند التقديم لهذه الجامعات  ولذلك نهجت هذا التصرف المتعمد معهم ولكن في الواقع هذه ليست الحقيقة . وهذي النقطه بالذات مرتبطه بالجانب المعتم والتجاري في نظام التعليم العالي في امريكا وبحكم تخصصي كباحثة في اداره التعليم العالي الامريكي استطيع ان اكشف لكم الستار عن الخدعة التي تقوم بها عدد من الجامعات والتي تسعى من خلالها  ايهام اعداد كبيره من المتقدمين بقبولهم عن طريق استقبال طلباتهم فيقوم هؤلاء الطلبه  برفع اوراقهم وطلباتهم رسميا للالتحاق فيها ثم فجاه وبعد شهور من الانتظار المرير ترسل لهم الجامعة الرد بالرفض بدم بارد ليمر الطالب من بعدها بمراحل من اليآس والحقد على الجامعة واتهامها بانها غررت به لتقديم ملفه فيها لاجل ان تحصل على الدولارات التي يدفعها كرسوم للطلب .ولكن الحقيقة المخفية وراء هذا التصرف الذي قد تلجآ له بعض من الجامعات  هي اكبر من حفنه دولارات وما تقوم به بعض الجامعات من خلال هذه الممارسة هو مخالفة  لاخلاقيات التعليم العالي الامريكي المعروفة بقدسيتها ونزاهتها .لكن ما يقصد من هذا التصرف المعروف بعمليه تزوير التقارير بهدف الحصول على منافع من تمويل وامتيازات وصيت عالي يعطي مؤشر للجميع بتمييز الجامعة ورقيها . وكطلبة مبتعثين فمن الخفي علينا  كوننا عناصر دخلية على نظام التعليم العالي في المجتمع الامريكي بعض الاساسيات التي تقوم عليها الجامعات ماديا في صياغة ميزانياتها وتقاريرها السنويه للحكومه الفدراليه الامريكية. وسوف الخص لكم في بندين السر الذي يجعل هذه الجامعات تقوم بهذه الممارسه اللاخلاقية والتي يتم من  خلالها خداع الطلبه لتقديم بياناتهم وملفاتهم ثم رفضهم بعد شهور  ودوافعها لعمل هذه الحيلة:
اولا : كل جامعة امريكية مطلوب منها عمل تقارير سنويه تقدمها لمفتشي الدوله بقطاع التعليم العالي وهذه التقارير مهمة جدا لديمومة الجامعة حيث ترفع من قبل الجامعة لمفتشي التعليم العالي سنويا مرفقة بميزانية الجامعة وفواتيرها للتشغيل و طلباتها المالية الضرورية من وجهة نظرها . والتقارير التي يرفعها ممثلي الجامعة سنويا  تشتمل على تقارير مثل تقارير حول نسب تسرب الطلبة في الجامعة. تقارير حول نسب تخرج الطلبة  ،تقارير حول نسب الطلبة المحولين من الجامعة ،تقارير حول نسب الطلبه المتقدمين للجامعة ،تقارير حول نسب المتقدمين رسميا للجامعة وكم نسبة ما رفض منهم للالتحاق فيها وغيرها من تقارير ولكن من اهم النسب التي تنظر لها اثناء عمليه اخذ القرار من قبل مفتشي الدوله لدعم الجامعة ماليا من عدمه  ونسبة هذا الدعم المقدم لها هي نسبة القبول في كل جامعة والتي تعبر عن الفارق بين اعداد المتقدمين رسميا للجامعة واعدد المقبولين فعليا للدراسه في الجامعة وكلما كانت نسبه القبول قليلة اي ان اعداد المرفوضين كثر كلما اعتبر ذلك مؤشرا على حزم الجامعة وانتقائيتها في قبول الطلبة مما يعني جدارتها واستحقاقيتها  للدعم المالي وبالتالي الموافقة على ميزانيتها المقترحة  والمقدمة لمفتشي التعليم العالي ومدها بمتطلباتها المادية الضروريه لتشغيلها حيث ان لمفتشي الدوله الحق بعدم الموافقه على طلبات الجامعة او الموافقة على جزء منها فقط بحسب التقارير التي ترفع حول الجامعة  . وتعد نسب القبول في الجامعة ربما هي النسب الوحيدة التي بالامكان للجامعة التلاعب فيها طمعا بالدعم المالي من قبل ليس فقط مفتشي التعليم العالي في الدوله وانما ايضا من قبل شرائح المجتمع المختلفة المهتمة بتطوير التعليم العالي والنهضة بجامعاته.
٢- سنويا تصدر بقنوات الاعلام  والنشرات المهمة حول التعليم العالي الامريكي احصائيات وتقارير ترتب فيها الجامعات وفق Rank اي ترتيب وتصنيف محدد للجامعات وفق قوتها وشدتها وجديتها وكل جامعة امريكية تطمح ان تكون في قمة هذه التصنيفات وتكون المنافسات شديده فيما بينها  وفي هذه التصنيفات المعلنة سنويا  للجامعات يعلن ايضا عن نسب القبول في كل جامعة و يلاحظ انه في هذه النشرات والتصنيفات وجود ارتباط قوي ايجابي ما بين علو صيت الجامعة اكاديميا وما بين نسب القبول فيها حيث كلما كانت نسبه القبول منخفضة كلما اعطي ذلك مؤشرا للمجتمع الامريكي والمهتمين بالتعليم العالي ان الجامعة قوية ولا تسعى لقبول كل من هب ودب وتعد الاعداد الغفيرة للمتقدمين المرفوضين عامل فخر بالنسبة للجامعات في امريكا حيث انه معروف ضمنيا  باوساط التعليم العالي ان نسب القبول المنخفضة للمتقدمين سنويا بكل جامعة بالنسبة للمجموع العام من المتقدمين رسميا   مؤشر دامغ على رقي برستيج الجامعة الذي لا يسمح لها بالتهاون بمقاييس القبول فيها  والتي لا يتخطاها كثير من الطلبه الضعاف  الذين يتقدمون للدراسة فيها سنويا ولكنها لا تقبلهم كي تحافظ على نوعيه التعليم ومخرجاته للمجمتع وبالنتيجة فان هذه الجامعة لا تقبل  الا فقط الطلبة المتميزين والنخبة وبذلك هي الافضل من غيرها مما يرفع بلاشك من اسهم الجامعة وسمعتها الاكاديمية وهذا عامل مهم ايضا في ظل التنافس الشديد بين الجامعات الامريكية التي يصل عددها لالوفات مؤلفة.ولذلك فان ما تقوم به بعض الجامعة تعمدا من تشجيع للمتقدمين الذين تدرك مسبقا  انهم مرفوضين او ان فرصهم بالقبول ضعيفة ما هو حيلة لتشجعهم على رفع ملفاتهم وسيرهم الذاتية من خلال مواقعها للتقديم  ليكون بيدها اثباتات باعداد  الطلبه المرفوضين من قبلها لترفقها مع تقاريرها السنويه لمفتشي التعليم العالي لكسب دعم الدوله ماليا واعطاء المفتشين  انطباع مشرف بان جامعة حريصة في معايير قبول الطلبه .ولكن في الحقيقة كل ذلك ما هو الا خدعة منافية لاخلاق التعليم العالي السامية وحيلة  تطمع من خلالها بعض الجامعات الى رفع اسهم سمعتها لنيل الصيت العالي باوساط التعليم العالي وباوساط المتبرعين والداعمين لحركة التعليم العالي بالمجتمع الامريكي من الاثرياء والشركات المعروفه.
اتمنى ان اكون وفقت في توضيح الصوره لكم وللعلم ان عدد من الجامعات تقوم بهذه الممارسه وهي ليست ممارسه عامة بين الجامعات الامريكية بمعظمها. هذه الممارسة السلبية  فضلا عن عدد كبير من الممارسات الخفية الاخرى اللاخلاقية في التعليم العالي الامريكي والتي تسعى الحكومة الامريكية من خلال مفتشيها بمجلس التعليم العالي في كل ولاية لكشفها والحد منها حتى لا تضر بسمعة التعليم الامريكي الذي لا زال يحتل بجداره المركز رقم واحد عالميا