
تمر بالمملكة العربية السعودية الذكرى الأولى لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله وهي ذكرى غالية على قلوب أبناء الشعب السعودي كافة وجميع الشعوب العربية والإسلامية بل والشعوب الصديقة المحبة للخير والإنسانية، وتنبع أهمية محبة الملك سلمان بن عبد العزيز من كونه إمامنا الشرعي الذي بايعناه على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وهو ملكنا الذي يحبنا ونحبه، وندعو له الله مخلصين آناء الليل وأطراف النهار بأن يوفقه الله ويسدده ويحفظه ويعينه على المسؤوليات الجسام التي يتحملها عنا ويسهر عليها من أجلنا، وهو ملكنا وإمامنا وإمام المسلمين الذي يسهر على مصالحنا ويذود عن حياض أرضنا ويطبق شرع الله وحكمه فينا، وهو الذي يعاملنا كأفضل ما يعامل أب أبناءه شفقة ورحمة وحرصاً على مصلحة الجميع.
إن ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين لتبعث في النفس الفرح والسرور والسعادة، بل تنتشي النفوس فخراً واعتزازاً بهذا القائد الفذ الشجاع المحنك إذ بمجرد توليه مقاليد الحكم وبما أنار الله له من البصيرة أدرك خطورة المد الإيراني الصفوي على حاضر ومستقبل اليمن والمملكة العربية السعودية بل والجزيرة العربية والأمة العربية كافة فما إن استعان به الرئيس الشرعي لليمن لنجدة اليمن حتى استجاب حفظه الله وأصدر أوامره لقواتنا العسكرية الضاربة لنصرة اليمن الشقيق وساعدنا في ذلك عدد من الأشقاء في الخليج والدول العربية، وفي هذا دلالة أخرى على الثقل والمكانة التي تحتلها بلادنا عند جميع الدول العربية والإسلامية لما تتبناه بلادنا من سياسة عادلة متزنة حكيمة ولأياديها البيضاء الكريمة في دعم ذوي الاحتياج ونصرة الأشقاء بشتى الوسائل، فتحقق لنا النصر المبين بفضل الله ثم بحكمة وشجاعة قيادتنا الرشيدة وتم تحرير معظم أجزاء اليمن وإعادته إلى الشرعية في وقت وجيز ولله الحمد والمنة وسيكتمل النصر عما قريب بإذن العلي القدير.
وفي الجانب التنموي للمملكة العربية السعودية فقد استطاعت المملكة بفضل الله ثم السياسة الاقتصادية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أطال الله بقاءه تجاوز مرحلة الخطر الاقتصادي والتكيف معها في ظل الانخفاض الحاد لأسعار البترول وفي ظل المجهود الحربي للبلاد في معركة شرسة مع العدو الفارسي وأشياعه في اليمن وفي ظل عواصف ساسية وعسكرية واقتصادية تعصف بالمنطقة، ومع ذلك بقيت المملكة العربية السعودية تقوم بدورها التنموي على أكمل وجه دون تأثر بما سبق بل إن مشاريع الخير والنماء تزداد يوماً بعد يوم رغم هذه الظروف الحرجة التي نشعر بها جميعاً.
إن ذكرى بيعة الملك سلمان أيده الله تعني لنا في المجال التعليمي والتربوي الكثير وهو المعروف بحبه للعلم والمعرفة ومتابعتها شخصياً وهذا امتداد لما حباه الله من شغف بالقراءة والاطلاع وإلمام بالتاريخ عامة وتاريخ الجزيرة العربية على وجه الخصوص ، فانعكس ذلك اهتماماً بالتربية والتعليم في جميع المراحل بل والمراحل الجامعية والبحث العلمي إدراكاً منه لأهمية الاستثمار في الإنسان باعتباره اللبنة الأساسية للتنمية. واستمر الاستثمار النوعي في التعليم كأعلى مجالات الإنفاق في المملكة في ميزانية الخير والنماء للعام المالي الحالي ,وبهذه المناسبة فإني أتوجه بالحمد لله تعالى إذ أنعم على بلادنا بتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، كما أشكر مقام خادم الحرمين الشريفين باعتباري أحد أعضاء الأسرة التعليمية لما نلمسه من اهتمام منقطع النظير بالتعليم في جميع المجالات وندعو الله تعالى أن يمد في عمره ويجزيه خير الجزاء على ما يقوم به من أعمال نبيلة لإسعاد الشعب السعودي .