
أكد المدير العام للتعليم بمنطقة الجوف الأستاذ مطر بن أحمد رزق الله الزهراني أهمية غرس قيم التفكير الصحيح ومهاراته لدى الطلاب والطالبات، وتعزيز عقيدتهم الإسلامية.
وقال إن سياسة التعليم في المملكة جاءت واضحة وجلية من حيث الأسس العامة وغاية التعليم وأهدافه من أجل تهيئة الطالب ليكون عضواً نافعاً في المجتمع.
وأضاف: “إن المتتبع لغاية التعليم في بلادنا يلحظ أن غاية التعليم فهم الاسلام فهماً صحيحاً، وغرس العقيدة الإسلامية، وتزويد الطالب بالقيم والمثل العليا، واكسابه المعارف والمهارات المختلفة، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة، وتهيئة الفرد ليكون عضواً نافعاً في بناء مجتمعه”.
وقال الزهراني إن الأمن الفكري هدف تربوي يجب أن يكون من أولى الأولويات التي يسعى منسوبي ومنسوبات التربية والتعليم تحقيقه، “فتحصين الطالب بالفكر الايجابي أمر واجب على كل مدرسة في بلادنا”.
وأشار الزهراني في الخطة التربوية التي أعدها لتأصيل الفكر الإيجابي لدى الطلاب، إلى ما تضمنته السياسة التعليمية تجاه بناء الفكر السليم من حيث: “ارتكاز سياسة التعليم في بلادنا على الكتاب والسنة، حيث تضمنت الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم التصور الإسلامي الكامل للكون والإنسان والحياة، وأن الوجود كله خاضع لما سنّه الله تعالى، وتزويد الفرد بالأفكار والمشاعر اللازمة لحمل رسالة الاسلام، وتحقيق الخلق القرآني، وتربية المواطن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته ويشعر بمسئولياته لخدمة بلاده والدفاع عنها، وتكوين الفكر الإسلامي لدى الأفراد لتصور إسلامي موحد فيما يتعلق بالكون والإنسان والحياة، وتشجيع وتنمية روح البحث والتفكير العلمي وتنمية التفكير الرياضي والمهارات الحسابية، واكتساب القدرة على التعبير الصحيح في التخاطب والتحدث والكتابة بلغة سليمة”.
وأوضح الزهراني إن لفظ “تفكير وتبصير وتنمية” ورد في أكثر من أساس وهدف من أسس وأهدافه التعليم، “ومن هذا يتضح جلياً أهمية بناء الفكر السليم لدى طلابنا الذي يعتبر صمام أمان، أمام كل الأفكار الهدامة التي تنال من ديننا ووطننا بالإضافة إلى أهميته “الفكر السليم” كمنطلق للإبداع والتميز وخلق الدافعية للتعلم، عكس الفكر السلبي الذي لا يرى إلا تتبع الشائعات ويزيد من نشر ثقافة الاحباط والجهل والبطالة”.
وقال إن بناء الفكر السليم لا يمكن أن يتم من خلال كلمات عابرة أو محاضرات أو ندوات أو إرشادات فقط، إنما من خلال برنامج تربوي يناسب كل مرحلة تعليمية فجميع المواد الدراسية والمنهج بشكل عام ما هو إلا وسيلةً لبناء الإنسان وأهم شيء في الإنسان عقله، وأهم شيء في نمو العقل وتدريبه، إتقان عمليات التفكير، فالمسئولين في التربية والتعليم أمام مسئولية عظيمة وجسيمة أمام ولاة الأمر حفظهم الله وأمام الوطن ومواطنيه أدام الله عليه الأمن والاستقرار.
وأكد الزهراني أن بناء الفكر السليم في مناهجنا وميداننا التربوي يتطلب خطة عملية فاعلة تبدأ من: “إعداد فلسفة جديدة للمؤسسةُ التربوية يتم التركيز بشكل واضح على أهمية بناء الفكر السليم، وإن المقررات المدرسية هي وسيلة وليست هدفا أو غاية، ويجب أن يتضمن كل درس في أي مادة ممارسات، تلامس مهارات التفكير لدى الطلاب، وباطلاعي على المنهج الجديد الحق أنه يلامس مهارات التفكير، لكن الممارسات الفعلية لا تحقق من التفكير الا التذكر فقط وهذا أقل درجات التفكير، فالأمر يتطلب إعادة نظر في تدريب المعلمين والمشرفين، ليسهموا في عملية الارتقاء باستراتيجيات التدريس، لتلامس الحد الأعلى من جميع الأهداف”.
وقال الزهراني أن التفكير السليم لا ينمو إلا في بيئةٍ سليمةٍ، “ودينُنا وسياستُنا التعليمية حددت هذه البيئة الفكرية، والتربوية، والأسرية، والاجتماعية”.
وذكر أن من القيم التي تصنع الفكر السليم، القيم الدينية من القرآن الكريم والسنة المطهرة، لكونهما كفيلان ببناء الشخصية المتزنة متى ما وجدت مربياً ماهراً، ومن هذه القيم والمهارات: زيادة اكتساب مهارات القراءة والكتابة، تعميق مهارات التدبر والتفكر، وترسيخ القيم التي تعين على بناء الشخصية المتزنة ومنها أهمية الفرد في بناء الوطن والأمة، وغرس قيم التسامح، وحسن الظن، والصفح، وكظم الغيظ، والحوار، واتباع الحق ومحبة الاخرين، والاعتدال، والوسطية، والتفاؤل والأمل، والقضاء على ثقافة الإحباط والتشاؤم، التعرف على النقد الهادف وآدابه وفوائده، وإعداد برامج ومهارات حياتية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وإعداد منظومة أخلاقيات للتعامل مع التقنية، والتعريف بالأفكار الهدامة والجماعات المتطرفة ووسائلها وأساليبها لتجنبها.
وأوضح الزهراني إن آليات التنفيذ تتمحور بالتالي: التأكيد على المدرسة بأن من أولى أولوياتها بناء الفكر السليم من خلال المنهج المدرسي والفعاليات المصاحبة وأن تلامس كل فعالية من فعاليات المنهج مهارات التفكير، وإعداد بناء منظومة القيم التي تساعد على تشكيل الفكر السليم، والتوسع في النشاط وتفعيل المسرح التربوي وزيادة الرحلات والزيارات إلى بعض المرافق والأماكن بالمملكة للاطلاع على النهضة التي تعيشها بلادنا، وتوظيف مادة التربية الفنية لزيادة الحس الجمالي لدى الطلاب، وتدريب الطلاب على القراءة المستمرة وتعميق قدرة التعبير لديهم، وتفعيل الحوار مع الطلاب بصفة دائمة لمناقشة كل ما يهمهم واشراكهم في إعداد البرامج والأنشطة المطلوبة، وتطوير لائحة التقويم لكل مادة دراسية لتشمل المهارات ومنها مهارات التفكير، ومراجعة سياسة الإدارة التربوية الحالية بحيث يتم تطويرها لتكون إدارة تربوية تعني بالمنهج ومتطلباته والإشراف عليه وتقويمه.
وأشار الزهراني إلى ما قدمه ليس بخافٍ على المهتمين بالشأن التربوي، ولكن التركيز على هذه الفقرات وإبراز أهميتها وتقديم آليات جديدة لتفعيلها يعد من أوجب الواجبات في هذه الفترة.