تجددت ذكرى اليوم الوطني .. وتتجدد معها الطموحات والأمنيات ولا يكاد عام يمضي على هذه البلاد المباركة إلا ويحمل في طياته ملامح  العطاء وأكثر من الإنجاز الذي كرسه ملوكها على مدى العقود الثمانية المنصرمة هي عمر وحدة هذه البلاد على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.

وللحق .. أجدني فخورا  حين الحديث عن قصص البدايات والتحولات الحاصلة ومنجزات قادة البلاد اللذين سطروا ملاحم تنموية مشهودة.

لقد أصبحت ذكرى توحيد المملكة مناسبة وطنية بإمتياز وفرصة لتلمس حجم المنجز والعطاءات والقيم التي تحققت من خلالها لبلادنا والمكانة العالمية المرموقة وما أنطوت عليه التضحيات التي تحققت وأرست مبادئ وقيم الأمن أحد أهم النعم التي تفتخر بها بلادنا المترامية الأطراف رغم كل محاولات الحاقدين وأعداء هذا الوطن للنيل من لحمته .

يحق لنا أن نفخر جميعاً بما تحقق بل ويتوجب المحافظة على مكتسبات الخمسة والثمانين عاماً،،وفي نفس الوقت فإن أمامنا من التطلعات والتحديات مايوازي طموح القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده  الامين ووزير الداخلية  صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مخمد بن سلمان بن عبدالعزيز .

إن رؤية خادم الحرمين الشريفين المتمثلة في ترسيخ القيم التي رعاها الملوك من قبله بتحقيق رفاه شعبه ورخاءه تنطوي على رغبة محققة في تحقيق متطلبات التنمية كما يجب أن تكون وتجسد نهجاً راسخاً لحكام هذه البلاد  رغم عديد العقبات والتحديات التي لم تكن يوماً لتحد من هذه العزم المتقد.

وخلال إثنا عشر شهراً مضت منذ الذكرى الرابعة والثمانين ، سعى خادم الحرمين الشريفين لمواصلة قيم العطاء والتنمية باستمرار مشاريع توسعة  الحرمين الشريفين والتوسعات القائمة لخدمة الحجاج والزائرين وإلى مواصلة تطوير مناهج التعليم واستمرار برنامج للإبتعاث  ليبث في روح الشباب من العلم والتطوير ما ينطوي على تأهيل شباب وشابات لقيادة دفة المستقبل . وغير بعيد عن ذلك وفي مضمار التنمية استمر الإنفاق الحكومي لرفد خطط التنمية برفع قدرات الخدمات الصحية والتعليمية وتطويرها وتوسيع نطاق خدماتها رغم التحديات المتمثلة في تراجع أسعار النفط بنسبة 50%

وبرغم التحديات الداخلية والخارجية التي واجهت العهد الجديد إلا أن عزيمة متقدة في حماية بلادنا من مخاطر محدقة والتصدي للمترصدين  ببلادنا والمشككين بدورها الريادي العالمي والإقليمي.

كما يحق لنا أن في هذه المناسبة الإشارة إلى أن ما تحقق من نجاحات على مستوى القطاعات الأمنية واستتباب الأمن طيلة العقد المنقضي لهي  مدعاة للفخر ، ورغم إنكشاف الفئة التي بغت على بلادها وأمنه ومحاولاتها اليائسة لزعزعة أمن وإستقرار هذه البلاد  إلا أن تكاتف الوطن والمواطن ضد تلك الطغمة  والتأهب والجاهزية التي حظي بها بواسل القطاعات الأمنية أسفر فعلياً عن دحر هذه الفئة وقمع مخططاتها التخريبية بل وتطهير مريديهم والمتعاطفين معهم .

وتواصلت النجاحات الأمنية وكان لبواسل الوطن موعد مع دحر ميليشيات الحوثيين في جنوب البلاد وتحقق وعد خادم الحرمين الشريفين بمحاسبة كل من سولت له نفسه بالإعتداء على شبر من هذه البلاد من خلال التطهير الكامل للمناطق الحدودية الجنوبية.

 ثمانية عقود ونيف حافلة بعزة وطن ورفعة علم ومستقبل أمة وهيبة شعب ،وحري بنا ونحن على مشارف عقد جديد أن نرفع أصدق التهاني بمناسبة اليوم الوطني لقادة البلاد والشعب السعودي كافه  وأن نهنئ أن نفسنا بهذه المناسبة الغالية على نفوسنا ونعمل على أن تكون موعداً للتبصر في المنجز وحجم العمل ومدعاة للتطلع إلى آفاق مشرقة .