
صحيفة التعليم- فوزية الطواله
غزو الأفكار وضرب المعتقدات ونسف القيم ، والتجرد من الرحمة واستخدام أسلوب الطاعة العمياء هي أشد الطعنات التي أثخنت خاصرة الأمة الجراحأسلوب مؤدلج مابين تحريك لشهوه ، وإيقاد لشبهه تعصف بالشباب ،للانسياق خلف هذا الفكر الضال لذلك كان لنا حوار مع الدكتور منصور الشمري المتخصص بالجماعات المتطرفة والإرهاب وعضو هيئة تدريس، وله مشاركات تثقيفية ومتنوعة في الإعلام الفضائي والمقروء ومواقع التواصل الاجتماعي حول قضايا الإرهاب.
دكتور منصور برأيك ماهي الأسباب التي غيرت فكر الشباب ؟
هناك منطلقات غيّرت الفكر العربي بشكل عام، وهذا التغيير شمل السياسة والاقتصاد والثقافة والمدارس الدينية وصولاً إلى”الأسرة ” وهذه المنطلقات أستطيع ضبطها في ثلاثة أسباب رئيسة تنطلق ربما من عام 1980م وهي:
حرب الخليج الأولى والثانية وأحداث ٩/١١ والثورات العربية فلقد شكّلت عقول المجتمعات الإسلامية بطرق فكرية مختلفة يطول الحديث حولها هنا، لكنها بلا شك جعلتهم يعيشون صراعات فكرية قاسية جداً زاد من قسوتها ثلاثة أمور ساهمت بتطورها وتأزمها بطرق مباشرة وغير مباشرة وهي الإعلام العربي وصراع النُخب المثقفة وصراع المدارس الدينية نتج عن ذلك إنتقال الصراع في الثلاثة أمور السابقة إلى داخل (الأسرة العربية والإسلامية) فأصبح العائلة الواحدةتتجادل بطريقة ديناميكية حول قضايا فكرية مختلفة عما سبق من جدليات الأسرة، فأصبح نقاش الأسرةهو في حقيقته جدل (الحق والباطل) بمعنى أن كل شخص يدّعي أن الآخر على باطل وهو على حق، وهذا تحوّل مقلق جداً..
تطوّر الحال بعد الثورات العربية وخروج الجماعات المتطرفة في بعض البلاد العربية والإسلامية خصوصا العراق وسوريا إلى إلتحاق شباب عربي وإسلامي بهذه الجماعات المتطرفة وبشكل ملفت للنظر خصوصاً من دول شمال أفريقيا.وحتى لا أُطيل في هذه القضايا أتحول لأطرح السؤال التالي:
هل الأسرة العربية تحمل هويّة وطنيّة تُستشعر قيمتها داخل أسوارها أم أنها لا تقيم للإنتماء الوطني وزناً؟
الغرب لديهم مشكلة كبيرة حول مواطنيهم، فمثلا في بريطانيا يتسائل أهل الإختصاص عن المسلم ( هل يرى نفسه مسلم بريطاني، أم بريطاني مسلم؟) وفي فرنسا يتسائلون عن اليهودي ( هل هو يهودي فرنسي، أم فرنسي يهودي؟) أيهما أول الدين أم الوطن؟ هذه الأسئلة هي نتاج مخرجات الأسرة وتأثرها بالحراك السياسي والديني، فعندما تقوم بزرع الولاء للوطن تنتج شاب وشابه موالين لأوطانهم، كما أن الأسرة قد تكون سبباً في كره الشاب والشابه للوطن.
بعض الأسر المسلمة قد تجد تغيّر فكري متطرف في أحد شبابها فتلتزم الصمت لأسباب منها الخشية عليه، ومنها عدم المبالاة بتبعات هذا التطرف، ومنها جهل الأسرة بالتطرف الفكري.!
ومع مشاهدات صغار السن الذين يقومون بلبس الأحزمة الناسفة وتفجير أنفسهم بعمليات إنتحارية نتسائل: أين الأسرة؟ وهي أقرب دائرة تلحظ جميع التغييرات الايجابية والسلبيه عليهأعتقد أن المسؤولية كبيرة تجاه المتخصصين والمهتمين في قضايا الأسرة، وأظن أنه من المهم إعادة قراءة العمل الأُسري وغربلة الأوراق، فكما نسمع مطالبات بتغيير الخطاب الديني فإنني أعتقد أن نلتفت للخطاب الموجه للأسرة قبل النظر في الخطاب الديني،.
فالتغييرات الفكرية تطورت داخل الأسرة مع دخول الشبكات الاجتماعية وأخذت منحى كبير، ففي تصريحات الداخلية السعودية ذكرت أن من وسائل تجنيد الشباب هي شبكات التواصل الاجتماعي،
كما أن بعض التقارير الاستراتيجية الغربية التي تنتجها بيوت الخبرة ذكرت أن هناك شباب من (الجنسين) ذهبوا لسوريا والعراق بسبب شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا يؤكده منسق مكافحة الارهاب بالاتحاد الاوروبي.
العملية تتطور والأسرة بحاجة إلى توعية فكرية بعيداً عن (حرام وحلال)
أيضا مازلنا نتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي بطرق ليس فيها عمل إحترافي في الغالب العام، إنما هي ردود أفعال أو صراعات فكرية، وأعتقد أنالشباب اليوم لا يحتاج أن تُقرأ عليه القوانيين والأنظمة رغم أهميتها، وإنما بحاجة ماسة ودائمة إلى ( الأخذ باليد ) نحو خلق ( بيئة تفاعلية جاذبة ) وهذه البيئة تنطلق من المؤسسات التعليمية ( المدارس والجامعات ) حتى يشعر الطالب والمعلم والأستاذ الجامعي بأن دائرة دراسته وعمله هي ( البيت الثاني ) التي تعبّر عن نفسيته وعقله وجسده
أكثر ما يشد إنتباه المجتمع السعودي هو المقطع المرئي، لهذانجد السعوديين يشاهدون اليوتيوب ٩٠ مليون مشاهدة يومياً وتعتبر السعودية الأولى في الشرق الأوسط في هذا الجانب..
وهذه الإضاءة تجرنا لمعرفة محتوى المشاهدات ونوعيتها، وهل المقاطع التي توصف بالجهادية تأخذ حيزاً من المتابعة أم لا؟ وهل متابعة الرموز في الجماعات القتالية كثيرة أم لا؟
طبعاً عندما أطرح الأسئلة هي للدخول في تركيبة الفكر لدى أفراد الأسرة أو بعضهم.
ما هي البرامج المفعلة حاليا لإعداد الأسر وافراد المجتمع لمواجهة دورها الجديد في خضم التغيرات السياسية الطارئة ؟
ما يتعلق عن البرامج المتعلقة بالأسرة فلا أعلم إن كانت هناك برامج أو لا، لكن عادةً البرامج الموجّهه للأسرة في أي مجتمع تأتي ممن يستوعب هذا التنوع وهو ( الإعلام ) ولا أظن الإعلام العربي رغم جهودهوصل للتوجيه لأسباب منها كثرة القنوات الفضائية المتعارضة مع بعضها والتي تحاول الحصول على العقل العربي وتوجيهه نحو فكرة ما أو حقل سياسي، لذلك أقرأ الكثير من النقد من المتخصصين في الاعلام تجاه ضعف البرامج التوجيهية،وربما أستطيع القول بأن الإعلام يُحاكي المجتمع في قضاياه القائمة مثل التطرف ومكافحة المخدرات والمقابلات الشخصية مع متخصصين ومهتمين لكنها تبقى قليلة في زحام التسارع الكبير في الفكر والمتغيرات الكثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي.
الوطنية والمواطنة في ظني لا يهم (التعريف) وإنما المهم هو الممارسة والتطبيق، فمثلا عندما قام ارهابيون من داعش بقتل رجال أمن في شرورة والمنطقة الشمالية كان الإنتماء الوطني بارز جداً لدى السعوديين.
وبالمناسبة: المجتمع السعودي مجتمع لديه شعور إنتماء للوطن كبير، لذلك فالبيئة الفكرية جاهزه للإحتواء والتطوير، ولا نلتفت لمن يرسم المجتمع السعودي بأنه سلبي حتى ولو خرج منه ارهابيين فهم لا يمثلون إلا عدد بسيط في بحر كله ولاء للوطن.
لماذا شبابنا وحدهم هم من يبتلع الطعم و يغرر بهم من قبل الحركات المتطرفة ، كلما أوقظت حرب في بلد ما وجدنا السعوديين حطب لها ،وعلی مر السنين من مشاهداتنا لم يكونوا ذو مستوی تعليمي محدود ولم ينحدروا من أسر مفككة ،البعض منهم أصحاب تعليم عالي ومن أسرة مستقرة لا تعاني اية مشكلات؟؟
السعوديون هم كغيرهم ممن يتأثرون بالعوامل المحيطة بهم، وللأمير تركي الفيصل تصريح سابق حول عدد السعوديين المشاركين في العراق وسوريا فذكر -نقلاً عن تقارير إعلامية- أن أعدادهم ما بين ٢٥٠٠-٣٠٠٠، وهذا في نظري طبيعي كعدد، لكننا نأخذ كل حالة بمحمل الجد لأننا نتعامل مع (إنسان) وعلاوة على ذلك يجب كما قلت سابقا النظر في حِراك الأسرة الفكري وتطوراتها ومتابعة المؤثرات وإستشراف المستقبل حتى يكون لدى المتخصصين بالأسرة والمهتمين دراية حول المخاطر والتطرف الفكري لا يعرف حالة اجتماعية أو غيرها، مجرد ما يتوغل في العقل سيتحول إلى عقيدة.
هل دُرِست تجارب لدول نجحت في تأصيل الانتماء الوطني لدى شبابه؟أتمنى التعرف على تلك الدول كما تعرفنا علي من تميزت تعليميا؟
في المملكة المتحدة برامجهم عادة تتبلور في الإطار العام، فمثلا تمرير الكثير من الأنشطة عبر الإعلام والمشاهير، كما أن أي مخالفة تقع تتم معالجتها حتى لا يضر ذلكبالاطار العام، وإليك مثالاً:
قبل عدة سنوات طلبة بريطانيين مسلمين يتلفظون على زملاء لهم بالدرسة بكلمة ( يا كافر ) في هذه الحالة تم استدعاء الأسرة وزيارتها بحضور الشرطة لأخذ الإفادة وبعد ذلك تعمل المدرسة على الملاحظة والتوجيه بطرق مختلفة ولقد حضرت يوماً نقاشاً بين إدارة تعليم بريطانية وأب رفض تدريس بناته الصغيرات واللاتي أكبرهن عمرها ١٢ سنة بسبب أنه يحجبهن ويرفض أن يقوم بتدريسهم رجل بالمدرسة،.
كنت ألحظ أن إدارة التعليم كانت تعطيه الكثير من الحلول ومنها تدريس بناته في البيت، وأعني بهذه الحادثة أن ربط الأسرة بالمدرسة من الأسباب المهمة في الحماية والتوجيه والتطوير لأفراد الأسرة حتى الوالدين.
من تجارب بعض الدول الاهتمام بالأيام الوطنية التي ترسّخ لدى الأجيال معنى الوطن، فمثلا : تذكار قتلى الحرب العالمية الثانية والقيام بشرح لماذا كانت الحرب ومن هو العدو ولماذا قتلوا الجنود؟ .
وما سبق هو للإستناس بتجارب الغير والإستفادة منها وتطويرها بما يخدم المصلحة العامة.
ماهو دوركم كمتخصصين تجاه المدارس .. نعلم جميعاً ان النشء سهل انجذابه للانحرافات الفكرية فغالب من ذهبوا للجهاد او فجروا او قبض عليهم هنا هم من صغار السن .. اذن المدرسة لها دور كبير في إعداد جيل لا يتأثر بأناشيد جهادية او فلسفة داعشي ؟
صحيح المدرسة مهمة جداً، وأعتقد من المهم جدا العناية بالمعلم فكرياً وتدريبه ومراقبة العمل الإداري لا إتهاماً بالقصور وإنما رعايةً للحراك التعليمي القائم الذي يعتبر الأكبر عدداً والمؤثر الأول على الفكر سلبا وايجابا في العالم أجمع.
يوجد طلاب في المدارس والجامعات يحملون أفكار دخيلة على المجتمع فمارأيكم بالحوارات المفتوحة ( كالمناظرة) للنقاش هذه الأفكار ودحر الشخصيات الوهمية التي تقف وراء هذه التنظيمات؟رأيت هذا جلياً في الجامعات السودانية؟؟
شخصياً لا أتفق مع المناظرات ولا اللقاءات التلفزيونية مع متطرفين أو إرهابيين سواء كانوا سابقين أو ما زالوا، ولقد كتبت في ذلك رأيي حولها سابقا وتحدثت عن خطورته ..الشباب بحاجة إلى ( بيئات جاذبة ) وليسوا بحاجة إلى مناظرات ، فالمناظرات لا تخدم شاب لا يعرف سوى الموت بأسرع وقت ممكن للحصول على (الحور العين) الذي يظن أنه بقتله وتفجيره سوف يحققها!
الشاب بحاجة إلى ما يحقق طبيعته النفسية والجسدية والعقلية دون أن نقحم شبابنا في مناظرات ربما لن يفهم منها شئ وقد تفتح ذهنه لمخاطر لم تكن ذات بال..وحتى نعرف قيمة المناظرة من عدهمانطرح السؤال التالي: هل المجتمع تسيطر عليه شبه تكفيرية؟ فإن قلنا نعم، فتلك كارثة كبيرة، وإن قلنا: لا، فنحن لسنا بحاجتها، وإن قلنا: هناك من تسيطر عليه شبه التكفير لكن أعدادهم قليلة، فنقول: إذاً يجب أن نُبعد فكرة المناظرة والبحث عن منطلق آخر يحقق ماهو أبلغ من المناظرة، ولا نقحم الغالبية في مناظرات ولقاءات متلفزة مع تكفريين وإرهابيين ..والمناظرات كانت كثيرة في زمنٍ ما بسبب أنه لا توجد بدائل، أما اليوم يمكنك الوصول لعقول المجتمع بطرق كثيرة مباشرة وغير مباشرة، وعندما نعلم أن نسبة الشباب أكثر من نصف المجتمع فهذا يجعلنا نؤمن بأننا يجب أن نخرج من العمل التقليدي للعمل الديناميكي والذي يُشبع الحاجة النفسية والعقلية والجسدية، كما ذكرته سابقا..
إذا لاحظت توجه متطرف لطالب أو طالبة كيف يمكنني توجيهها؟
أعتقد أولاً الإستماع للطالب أو الطالبة هو المُجدي، وفي حال وجود أي تطور ملحوظ فيمكنك تقييم الوضع حسب ماتستدعي إليه الحاجة، لكنني أُفضّل الإستماع وتحديد نوع التطرف أولاً، ومن هنا تبرز حاجة المدارس إلى (مرشد طلابي) متخصص، فهو الأقدر على فهم التطرف وكيفية معالجته قبل أن يتطور..
ألا ترون أن بعض أو كثير من المتأثرين بأفكار الغلو يعانون في الأصل من اضطرابات نفسية جعلتهم ميالين للانتقام من الدولة والمجتمع، مع أن هناك كثيرون أفقر منهم وأسوأ ظروفا مالية وتعليمية واجتماعية، ولكنهم لم يقعوا في الغلو؟ ألا يستدعي هذا اهتماما أكبر بمرحلة الطفولة تفاديا لما قد يقع في المراهقة وما بعدها؟
ليس بالضرورة أن الغلو نتيجة عوامل نفسية وإنا كانت داعمة للتطرف إلا أن ذلك سببه عادةً تمكن الفكرة المتطرفة من عقل الشاب، ألا ترى أن بعضهم يقوم بتصوير نفسه ويبتسم وهو يلبس الحزام الناسف؟!!
من أهم عوامل استقرار نفسية المراهق شعوره بقيمته وتحقيق ذاته، وللأسف قليلة هي الفرص لتحقيق ذلك للشباب في بيئات آمنة (رياضة، مهارات، ثقافة، الخ) التي يتوقع أن تقلل كثيرا ميل الشاب لتحقيق ذاته من خلال ممارسات خطيرة كالغلو أو التفحيط؟
البيئات الجاذبة التفاعلية التي تحقق للشاب من الجنسين ذاته في فكره وجسده وعاطفته هي التحدي الحقيقي الذي يجب أن يكون ملموساً على أرض الواقع، وأظن المسرح المدرسي من المهم تفعيله، فهو يوجه الحاجات النفسية والعقلية عندما يُدار بشكل جيد
بالنسبه للأسره.. نحتاج أمدادها بأدوات الوعي لمعرفة كيف تتعامل مع المعلومات التي تصل إليها فلا يكون أفرادها أبواق يرددون ما يردده الآخر وضلاً لهم.. وليتم هذا الا ترى أن دعم وزارة الداخلية للأعلام ومراكز التنمية الإجتماعية والمدارس والجامعات ووسائل التواصل المختلفة بالمادة العلمية المدروسه والأفلام التثقيفية ،سيساهم في حمايتها ؟
مايتعلق بالإعلام فلقد كنت مشاركاً قبل سنتين في المنتدى الاعلامي في دبي وكان بعض المتحدثين ينادون بوجود ميثاق شرف اعلامي يمنع الأعلام السوداء من انتشارها عبر وسائل الاعلام إلا ماتدعو إليه الحاجة.
ومايتعلق بالأسرة فهي تفتقد للتوعية الجيدة في قضايا التطرف وبشكل كبير، فالأب والأم لا يعرفان التحولات الفكرية، كل ما يعرفانه أن الإبن لا يدخن ولا يسهر فقط، لكنهما لا يتقنان الرقابة حول قضايا الفكر، ولا يقع اللوم عليهما بسبب ضعف التوعية الفكرية للأسرة، ولقد عملت سابقاً على نشر مادة في صحيفة مكة حول ١٧ مؤشراً للتطرف
بالنسبة للمنهجية التي تتبعها الجهات المتطرفة التي تستهدف فئة الأطفال والمراهقين فهم يرحبون بهم فقد يكون المراهق مدخن أو حتى مدمن وبالتالي يجد الترحيب من قبل هذه الجهات وبالتالي يواجه صدود من المجتمع ومن الأهل فبالتالي يتوجه لهم ويكون هناك الولاء لتوجههم فهل عدم تقبلنا بأخطاء بناتنا وأبنائنا وعلاج مشاكلهم ساهم في وجود هذه الثغرات ؟وما هي الحلول التي يجب علينا كمسؤولين في جميع الجوانب التي تهتم بالأسرة والمجتمع؟
أولاً علينا أن ندرك أن أعداد المتعاطفين أو المنضمين قليلة في بحر قرابة ٢٠ مليون سعودي، وعلينا أن نوقف كل من يبالغ في التهديدات ونشر خطورة هؤلاء بشكل مفزع داخل المجتمع..
نعم، هناك من يعمل على الاضرار بالوطن، وهناك من يحرض، لكن يجب أن نأخذ القضايا من منظور علمي، نربطها ببعضها، نحللها، نستعين بالمتخصصين، نبحث عن الأسباب ونعالجها، والأهم في نظري هو الاستفادة من العدد الأكبر الذي هو ضد التطرف جملة وتفصيلا..
وقدذكرتُ سابقاً أن المقطع المرئي هو الأكثر انتشارا على وجه التحديد، ونشر المقاطع المؤججة للنزعة العاطفية الدينية مثل (حرق سُني-حرق شيعي) ونشرها في وسائل التواصل كل ذلك خطأ، بل هو مايُراد نقله للبلاد الآمنة، ومن هنا يكون دورنا هو إشعار المجتمع بالإطمئنان الدائم حتى تقل التفاعلات الفكرية والعاطفية السلبية
مارأيك بما نشر في مسلسل (سلفي) حول الفكر الداعشي؟
لم أتابع “سيلفي” إلا حلقتين فقط، وتبقى جهود ممثلين وهواة قابلة للنقد سلباً وإيجاباً مثلها مثل باقات البرامج الإعلامية بعالمنا والتي يجب أن يكون للإعلاميين دور بارز في صياغتها بما يتوافق عقليا ونفسيا مع الطفل والشاب والكبير بالسن، والذي يجب أن نتحدث عنه هي (البرامج) التي خرجت لهدف بناء عقول المجتمع، كيف نبنيها؟ كيف تصل الرسالة بوضوح؟ كيف تنجح؟ ماهي وسائل النجاح؟