
أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على المعلمين والمعلمات أن يربوا شبابنا وبناتنا تربية إسلامية صحيحة، بعيدا عن الغلو، وبعيدا عن الآراء الشاذة التي يأتي بها من لا خير فيهم، الداعون إلى الضلال.
ودعا سماحته، في خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، الوعاظ ليربوا الشباب على الخير، والابتعاد بهم عن الشر، مشددا على ضرورة تثقيف الشباب في أمور دينهم ودنياهم، وتحذيرهم من الانزلاق في منزلق إزهاق الدماء البريئة.
وأوصى المسلمين بتقوى الله، والتسابق إلى الخير، عادا إصلاح الشباب وقيادتهم إلى الخير من الأمور التي يجب التنافس عليها، بوصفه من أفضل الأعمال.
وقال «على المؤمن الحرص على المنافسة بالخيرات والسباق إلى الطاعات، فإن من سابق وتنافس في الشيء يدل على حرصه عليه ومحبته لذلك، وقد جاءت النصوص في كتاب الله وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ ترغب في التسابق إلى الخيرات وتحث على ذلك، قال تعالى (إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون، والذين هم بآيات ربهم يؤمنون، والذين هم بربهم لا يشركون، والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون، أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)» .
وأكد أن التسابق إلى الخيرات من أسباب إجابة الدعاء، كما أخبرنا الله ــ جل وعلا ــ في قوله ــ سبحانه وتعالى ــ عن زكريا ــ عليه السلام: (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين).
وأضاف: «مما يدل على التنافس إلى الخيرات ما أوصى به النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ بقوله: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا)».
وعدد سماحته بعض الأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم التنافس عليها، ومنها تعلم القرآن وتعليمه يقول صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، ومنها أيضا التسابق إلى الصلاة والمحافظة عليها، يقول صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا)، ومن التنافس في الدين الدعوة إلى الخير وحث الناس عليه فإن الدعوة إلى الله من أفضل القربات (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) ومن التنافس إصلاح الشباب وقيادتهم إلى الخير.
وتابع: إن من التنافس المحمود ترك الإشاعات والأكاذيب والأقوال الباطلة وغير الصحيحة، فالبعض خدعهم من خدعهم وغرر بهم من غرر بهم حتى انساقوا إلى كلام لا يرضي الله ولا رسوله وسمع الأكاذيب والادعاءات المضللة، فمن التنافس المحمود التنافس عن الصد عن هذه الأقوال الفاحشة والآراء الضالة (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)، فإن التنافس يتجلى في الرد عليها وعلى هذه الأقوال الشاذة حيث خدعوا بعض المسلمين وأضلوهم، أيها الآباء والأمهات إن أبناءنا وبناتنا أمانة، وعلينا أن نتقي الله فيهم، وذلك بإبعادهم عن رفقاء السوء وعن الفساد، ونحذرهم من الأفكار الشاذة التي تريد السوء للأمة، وأن نقف أمامها ونحاربها.