صحيفة التعليم 

قال تربويون إن أكثر من 60 في المائة من أبناء منسوبي التربية والتعليم يدرسون في جميع المراحل في المدارس الأهلية بما فيها مراحل الروضة والتمهيدي، ما يعني أنهم يفضلون الأهلية عن الحكومية لأسباب يقولون إنها تدفعهم إلى ذلك.

وأرجع تربويون تحدثوا للمصادر تفضيلهم ذلك إلى أن العدد القليل من الطلاب والطالبات في المدارس الأهلية، ما يمكنهم من الاستيعاب الجيد للمناهج، إلى جانب توافر الوسائل التعليمية الحديثة التي تعين الطلاب على فهم دروسهم، فضلا عن اهتمامها بالجودة والنظافة، مشيرين إلى أن من بين الأسباب التي تجعل ولي الأمر من التربويين يتوجهون إلى المدارس الأهلية الاهتمام بأمور الصيانة وسلامة الطلاب والطالبات، إضافة إلى أسباب اجتماعية مثل عدم ارتباط الأب أو الأم المعلمة بالابن واعتماده على نفسه، إلى جانب عنصر مهم آخر يتمثل في تكثيف بعض المواد كمادة اللغة الإنجليزية والحاسوب.

وقال مشعل الغامدي مدير مدرسة الإمام الدوري لتحفيظ القرآن الكريم في الدمام أن الكثير من التربويين يفضلون تعليم أبنائهم في المدارس الأهلية خاصة المراحل الأولى الروضة والتمهيدي وحتى الأول والثاني والثالث كون هذه المرحلة تعتبر مرحلة مهمة في حياة الطالب.

وبين الغامدي أن كثرة الطلبة في المدارس الحكومية تعتبر من أهم أسباب توجه الآباء من معلمين أو غيرهم بتعليم أبنائهم في المدارس الأهلية التي لا يتجاوز فيها عدد الطلاب في الصف الواحد 20 طالبا، بينما في المدارس الحكومية قد يصل العدد إلى أكثر من 35 طالبا. وأضاف أن كثرة عدد الطلبة في الفصل الواحد يعوق المعلم عن توصيل المعلومة للطالب ولا تمكنه من أداء عمله على الوجه المطلوب وخاصة أن المعلم في حاجة إلى تصحيح دفاتر الطلبة وتدوين الملاحظات في سجل المتابعة ولا يستطيع عمل ذلك في 45 دقيقة مدة الحصة، مشيرا إلى أن هناك أسباب أخرى جوهرية مثل جودة مباني المدارس الأهلية وتوفير الإمكانات وصحة بيئة المدارس الأهلية كونها لا يقصدها إلا فئة معينة من المجتمع، وأغلب الطلبة تكون الفروق الفردية متقاربة بشكل كبير. وقال أحد مشرفي التوجيه والإرشاد في الإدارة العامة للتربية والتعليم في الشرقية، فضل عدم ذكر اسمه، إن بعض المدارس الأهلية لا تقبل أي طالب إلا بشروط واختبارات تحريرية وشفوية وتعهد خطي بالفصل في حال تجاوزات سلوكية، مضيفا أن من أسباب اختيار المدارس الأهلية القرب من المنازل، وتوافر وسائل تعليمية، وغرف مجهزة للتعلم الحديث، واستخدام الأساليب الحديثة في التعليم، وتزويد الطلبة بأوراق العمل اللازمة والخطط الأسبوعية والشهرية.

من ناحيته، قال ثامر المالكي وكيل مدرسة الجلوية الابتدائية بالدمام إن أكثر من 60 في المائة من أبناء المعلمين والمشرفين يتلقون تعليمهم في المدارس الأهلية نظراً لما يتمتع به التعليم الأهلي من جودة في التعليم و بيئة جاذبة ومحفزة للطالب، مؤكداً أن الأطفال الحديثين العهد بالمدرسة يجب أن يتلقوا التعليم في المدارس الأهلية حتى يكون تأسيسهم مناسبا، مضيفا أن طلاب المدارس الأهلية يرفضون الغياب حتي في الأيام التي تسبق الإجازة الصيفية والاختبارات رغم أنهم يقضون وقتا طويلا في مدارسهم أكثر من طلبة المدارس الحكومية، معتبرا ذلك دليل على نجاح المدرسة وجذبها للطالب لتتحقق فيما بعد العملية التربوية والتعليمية وفق الخطط المعدة.

وبين المالكي أن المدرسة الأهلية تنظم الأنشطة الصفية وغير الصفية باستمرار بعكس المدارس الحكومية المشبعة بالأنشطة التقليدية التي لا تضيف للطالب أي مهارة، كما تفوق طلابها على طلاب المدارس الحكومية بإتقان اللغة الانجليزية وعلوم الحاسب وهم في الصفوف الأولية، مناشداً وزارة التربية والتعليم بضرورة الاستفادة من عمليات التطوير في المدارس الأهلية. من جانبها، قالت وفاء التميمي مديرة المدرسة الأربعون الابتدائية بالدمام إن هناك معلمات تربويات يفضلن المدارس الأهلية لأسباب متعددة منها عدم التقييد بالأنظمة واللوائح التي تطبقها المدارس الحكومية على الطلاب والطالبات، توفير وسائل النقل الحديث، إضافة إلى قلة عدد الطلبة في الفصل الواحد، وتكثيف الحصص للمواد الحديثة مثل الإنجليزي والحاسب الآلي، وتوفير وسائل الترفيه المتنوعة لجميع الفئات العمرية. وبينت التميمي أن هناك معلمات مميزات يعملن في المدارس الحكومية اجتزن الكثير من الاختبارات وحصلن على دورات مكثفة متخصصة في التعليم، إلا أن هناك عائقا يقف أمام إبداعهن وهو كثرة الطلبة في الفصل وعدم توافر بعض وسائل التعليم الحديث، مضيفة أن بعض المعلمات تتعمد تعليم طفلتها في مدارس خاصة بسبب تكثيف الحصص لبعض المواد ولكي تعتمد الطالبة على نفسها، وضعف المستوى التعليمي لدى بعض بنات المعلمات، مطالبة بتقليص عدد الطلاب والطالبات في الفصل الواحد حتى يتمكن المعلم أو المعلمة من أداء واجبه بشكل جيد، مستبعدة أن يكون الهدف الأساسي من تعليم الأبناء في المدارس الأهلية الحصول على درجات عالية.