لو صح هذا الكلام بأن وزارة التربية والتعليم ستعمل على تطبيق نظام البصمة لإثبات حضور وانصراف ما يزيد على خمسمائة ألف معلم ومعلمة في مدارس التعليم العام ومن خلال نظام نور القادر على القراءة الالكترونية وإرسال الشفرات من جهاز المدرسة مباشرة لسيرفرات وزارة التربية والتعليم. لو صح هذا وفعل بشكل صحيح سنشاهد ما يلي :
أولا: ارتفاع درجة الانضباط بين منسوبي الوزارة وخاصة المعلمين والمعلمات وبالتالي سينعكس ذلك إيجابا على المخرجات التربوية.
ثانيا: سينكشف المستور عن حال المعلمين والمعلمات الذين لا يؤمنون بالانضباط بالعمل والذين ديدنهم التأخر في الحضور والتبكير في الانصراف… وسيوفر حسم ذلك عليهم من ساعات وأيام مئات الملايين لميزانية الوزارة بعد أن كانت تلك الأيام والساعات تذهب هدرا في ظل عدم وجود الضابط لهم، ففي كثير من المدارس لا يوجد إلا دفتر الدوام والخط الأحمر… ومن ينتهي من حصصه يغادر حتى لو انتهى من الحصة الثالثة وهو التوقيت بين الساعة التاسعة والعاشرة صباحا… وقد أصبح خروج المعلمين بعد انتهاء حصصهم عرفا لدى المعلمين ومديريهم ومن النادر أن تجد مديرا يبقي جميع المعلمين حتى نهاية الدوام… ولو شذ المدير عن هذه القاعدة يسمى مديرا (معقدا) وسيواجه بمحاربة شديدة من المعلمين والعمل على عدم نجاحه وبالتالي إسقاطه وإبعاده عن الإدارة.
ثالثا: أن تطبيق هذا النظام سيساعد على انتقاء الكفاءات الجيدة والرائعة فالانضباط عامل مهم جدا لاختيار أي متميز… وهذا البرنامج لو طبق أيضا سينصلح حال الكثير من الأمور في مسيرتنا التعليمية والتربوية خاصة إذا طبقنا مبدأ الثواب والعقاب في ظل معايير مقننة يعرفها الجميع وذلك فيما يتعلق بالعلاوة السنوية التي أصبحت حقا مشاعا للمحسن والمسيء للمقصر وللمبدع على حد سواء… لكن البصمة ستظهر حقيقة من يستحق ومن لا يستحق، وعلينا أن لانصدم أو نتراجع لو أردنا تطبيق البصمة لأن ذلك سيكون للمعلمين المقصرين وكذلك المعلمات المقصرات أشبه بالصدمة وسيضعون العراقيل أمام تنفيذه.
وأرجو أن لا يؤدي ذلك إلى تراجع الوزارة عن تطبيقه بعد أن ثبت نجاحه ومردوده الإيجابي الكبير على المخرجات التربوية في بعض المدارس الأهلية التي طبقته.