إلياس القاسم – أحمد عبدالعظيم – يعن الله الزهراني
أقام مكتب التربية والتعليم بشرق الدمام لقاء تربوياً في (تطبيق الجودة في التعليم)، وذلك في إطار ما يقوم به من برامج وفعاليات لنشر ثقافة الجودة في المدارس، و تطبيقها في الميدان التربوي، وقد حضر اللقاء مديرو المدارس والمشرفون التربويون بقطاع شرق الدمام، وذلك يوم الأربعاء، بمدرسة شمس الجزيرة الأهلية الابتدائية بالدمام. و كان اللقاء تحت شعار (معاً لبناء عالم الجودة)، وتضمن عدداً من أوراق العمل التي تناولت كيفية تفعيل ثقافة الجودة والتميز في الميدان التربوي، وضرورة اهتمام المؤسسة التربوية بتعزيز ثقافة القِيَم في نفوس الطلاب بصورة عملية، وتعزيز الانتماء للغة العربية الفصحى في نفوس الطلاب و المعلمين و البيئة التعليمية بصفة عامة، و دور منظومة قيادة الأداء الإشرافي ومؤشرات الأداء في رفع كفاءة الإشراف التربوي على مستوى المدارس ومكتب التربية والتعليم. وجاءت تلك المحاور على النحو التالي:
تحدث مدير وحدة إدارة الجودة بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية الأستاذ/عبدالعزيز المحبوب عن (كيفية تفعيل ثقافة الجودة والتميز في الميدان التربوي)، وأشار في ورقة العمل التي قدمها إلى مبررات السعي نحو تحقيق الجودة، ومظاهر تجليها في الميدان التربوي. وعرض ترتيب الدول وفق تقرير التنافسية العالمية لعام 2014م، موضحاً ما حققته بعض الدول مثل سنغافورة من إنجازات كبيرة في سنوات قليلة بعد فترة من التخلف الحضاري، وذكر أن لدينا من الإمكانات الكثيرة ما يؤهلنا لتحقيق مثل تلك الإنجازات .
وأتبع ذلك بعرض لتقرير برسون عن نظم التعليم لعام 2014م، مشيراً إلى ما حققته كوريا الجنوبية وفنلندا من إجازات كبيرة في مجال التعليم، وأكد على ضرورة التطوير والتجديد والتركيز على بناء شخصية الإنسان لتحقيق التميز المنشود في التعليم.
وتحدث المحبوب عن رؤية المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ـــ للرقي بمنتجات المملكة وخدماتها نحو الجودة والإتقان على مستوى عالمي، وأن تطبيق الجودة في التربية والتعليم لم يعد خياراً أو ترفاً بل توجهاً إلزامياً تتطلبه التحديات الحالية والمستقبلية .
وذلك يقتضي أن نتبنى المبادئ الأساسية للتميز المؤسسي، وهي: تحمل المسؤولية لمستقبل مستدام، وبناء الشراكات، والإبداع والابتكار، والنجاح من خلال الأفراد، والإدارة من خلال العمليات، والقيادة برؤية وإلهام، والقيمة المضافة للعملاء، وتحقيق نتائج متوازنة. وقد أوضح أهمية كل مبدأ منها ودوره في تطوير أداء المؤسسة التربوية. ثم أشار إلى أركان عملية التغيير، وهي: الموظفون، والنظم، والبيئة، وذكر أن التركيز في الواقع منصب على البيئة والنظم،مع إهمال للموظفين، ويفترض بهذه الأركان أن تتحقق على نحو متوازن، وبما يحقق ارتباط الجودة بالمستفيد الداخلي والخارجي ومدى تحقيق رضاه وتطلعاته.
وتحدث عن التعليم الشمولي، وعرفه بأنه التعليم الذي يعمل على إعداد الفرد القادر على التعامل مع الحياة بشكل متكامل،أي أنه تعليم ينظر للطالب كوحدة متكاملة مكونة من جوانب العقل والجسم والقلب والروح، وتتمثل الكفايات الرئيسية في التعليم الشمولي في جوانب عديدة، منها العاطفي، والمعرفي، وذكر صفات الطالب المنشودة في مدرسة الجودة، وعلى رأسها مهارات القرن الواحد والعشرين، ومهارات تحمل المسؤولية، ومهارات التواصل، والتفكير الناقد.
وتناول منهجية تطبيق الجودة في المدرسة موضحاً النموذج الذي تم تطبيقه لذلك، وقدتم التركيز في هذه المنهجية على: القيادة، والدعم، والاستراتيجيات، والمكتسبات، وهذه المنهجية تنطلق من مدير المدرسة نفسها، ومن داخل المؤسسة التربوية لا خارجها. وقدَّم مدرسة( الأوجام ) الثانوية كنموذج متميز تم تطبيق هذه المنهجية فيه، وفي هذا السياق قدم مشرف الحاسب الآلي بمكتب التربية والتعليم بشرق الدمام الأستاذ/ محمد الغنام رؤيته لبعض جوانب التميز في هذه المدرسة، خاصة في مجال التطبيقات التقنية .
و تناول المحبوب جوائز التميز مقدماً نبذة عنها على مستوى المنطقة الشرقية، ومؤكداً أهمية إيصال رسالة التميز إلى جميع منسوبي المدرسة وطلابها، ومن تلك الجوائز: جائزة الإدارة للتميز، وجائزة التميز الرقمي، وجائزة الشاب عبدالله بن بدر السويدان، وجائزة الشيخ حمدان بن راشد، وجائزة عبدالله فؤاد، وجائزة التربية والتعليم للتميز. وذكر الفئات المستهدفة في كل منها، وأكد على مديري المدارس أهمية نشر ثقافة التميز في المدارس، وتكريم المتميزين على مستوى كل مدرسة .
وفي ورقة بعنوان ( قِيَمُنا سر نجاحنا ) تحدث مشرف الإدارة المدرسية الأستاذ/ عبدالهادي البيضاني عن أهمية الدور” القِيَمي” في المدرسة، وضرورة تنشئة الطالب على تمثل القيم وتطبيقها في حياته، فالجودة لا تقوم ولا تتحقق، بل لا تكون دون قيم حقيقية ممثلة على أرض الواقع. وبين أهمية القيم بوصفها تشكل امتثالا لتعاليم وتوجيهات ديننا الحنيف قولاً وعملاً، وهي تسهم في تنشئة الطلاب تنشئة إيجابية ترتقي بالطالب وبمجتمعه. وأشار إلى مصادر القيم التي منها: الدين، والفطرة، والوالدان، والمدرسة، والإعلام .
وتحدث عن الإشكاليات والتحديات التي تواجه السلوك القيمي لدى الطلاب، ومنها ضعف أهلية بعض المعلمين على مستوى القدوة، وطول اليوم الدراسي، واختلاط الطلاب من بيئات مختلفة، وعدم توفر وسائل نقل مناسبة للطلاب، واللجوء للعنف في التعامل مع الطلاب، وضعف الرقابة الكاملة عليهم، وعدم المعالجة المثالية للسلوكيات الطلابية. وبشأن الخطوات التي تساعد على تطبيق القيم في المدرسة أكد أهمية: الرفقة الصالحة، وتعويد الطالب على الصفات الحميدة وأداء العبادات، وربط الفعل بالثواب والعقاب، وتعميق مفهوم الوعي الذاتي، وإشراك الأسرة في معالجة مشكلات الطلاب، والتوجيه المضاد وتعزيز السلوك الإيجابي، وشغل أوقات الفراغ بما هو مفيد، وتوجيه الطلاب للتخطيط للأهداف، وتفعيل المناقشات والأسئلة الدالة على القيم من خلال مواقف الحياة، وابتكار مواقف تعزز القيم الإيجابية، وتوظيف مفردات المناهج الدراسية، وتفعيل الأنشطة اللاصفية لتعزيز القيم وترسيخها.
وفي إطار علاقة الجانب التعليمي بالجانب القيمي ذكر أن ارتقاء الجانب القيمي لدى الطالب يعزز الجانب التعليمي، ويمكن تعزيز ذلك أيضاً من خلال تنمية مهارات التعلم الذاتي، والبحث والنقد والتفكير، والاتصال بمصادر المعلومات. ويمثل التفاعل اللفظي الإيجابي مع الطلاب دوراً مهماً في بناء شخصية ذات قيم. وينبغي تفعيل المجتمعات المهنية، والدور الإشرافي لمدير المدرسة، والتركيز على الأداء الصفي للمعلم ، مع تقديم الدعم الفني والإداري اللازم لحل المشكلات وتجاوز العقبات. ومن المهم تفعيل مجالس الطلاب وأولياء الأمور في معالجة المشكلات واتخاذ القرارات، مع تتويج ذلك كله بمعايير لقياس الأداء والمخرجات، ووضع الخطط الملائمة للتحسين المستمر .
وفي ورقة بعنوان (خطة الالتزام باللغة العربية الفصحى لغة للخطاب والتخاطب)، قدَّم مدير مكتب التربية والتعليم بشرق الدمام الأستاذ/ صالح آل مريسل كلمة تحدث فيها عن قيمة وأهمية اللغة العربية بوصفها لغة الأمة العربية والحضارة الإسلامية، وبين أن للغة العربية قيمة ومكانة رفيعة في ثقافة الأمة وحضارتها، وأشار إلى التعميم الوزاري الوارد برقم 351762877 وتاريخ 23/9/1435هـ بشأن اعتماد العربية الفصحى لغة للخطاب والتخاطب في الإدارات التعليمية والمدارس.
ثم قدم مشرف اللغة العربية د. محمد بن علي الزهراني كلمة أكد فيها أهمية اللغة العربية ومكانتها، ودعا إلى التمسك بها وتمثلها على مستوى المجتمع التربوي عامة، ومن خلال المنابر الرسمية، وعلى مستوى المؤسسة التربوية ممثلةً بالمدرسة، إذ يجب أن تكون العربية الفصحى لغة مدير المدرسة مع معلميه، والمعلم مع طلابه، والطلاب مع زملائهم، ولا ينبغي إقصاؤها أو إهمالها.
ثم قدم عرضاً للممارسات والمهام المنوطة بالقيادات التربوية بدءًا بالقيادة العليا، وصولاً إلى الإدارات والأقسام وإدارات المدارس، ودعا إلى تعزيز ثقافة اللغة العربية الفصحى انطلاقاً من الوعي الذاتي والشعور بأهمية تعزيز الانتماء لها، بوصفها من أبرز مكونات الهوية الوطنية والعربية والإسلامية. ومن الإجراءات المطلوبة في ذلك: اعتماد اللغة العربية الفصحى السليمة من الأخطاء اللغوية في الخطابات الشفهية والتحريرية، وتوجيه منسوبي المدرسة من المعلمين والطلاب إلى ذلك، وتفعيل الأنشطة والبرامج التعريفية والتدريبية لمعالجة الأخطاء اللغوية الشائعة، وتنمية المهارات اللغوية، وإقامة المسابقات اللغوية، وتكريم المتميزين فيها. ثم قدم الحاضرون عدداً من المداخلات التي أثرت الموضوع .
و ختمت محاور اللقاء بورقة عمل قدمها مدير مكتب التربية و التعليم بشرق الدمام بعنوان ( مؤشر الأداء الإشرافي )، تحدث فيها عن آليات تفعيل مؤشرات الأداء الإشرافي، وحث المديرين على التعاون مع المشرف التربوي لتفعيلها داخل المدرسة، وأشار إلى صدور منظومة الأداء الإشرافي التي ستطبق أيضاً من قبل الجهاز الإشرافي بمشاركة مديري المدارس، وفي هذا السياق حث على تفعيل النماذج المطلوبة، مثل: (نموذج ت 3) الخاص بمتابعة توصيات المشرف التربوي من قبل إدارة المدرسة، ورفعه إلى المشرف التربوي في موعد أقصاه شهر من تاريخ زيارة المشرف التربوي للمدرسة. وحث المعلمين على تفعيل الأثر التدريبي من خلال الاستفادة من الدورات التدريبية في تنفيذ الدروس بالطرق الحديثة التي تقوم على تطبيق استراتجيات التدريس المتنوعة .
وأوضح مدير المكتب أن منظومة قيادة العمل الإشرافي ستتم متابعتها من خلال لجان شكلت لهذا الغرض،إذ ستتم متابعة تطبيق مؤشرات الأداء الإشرافي في الميدان من خلال لجنة من المكتب، وأخرى من إدارة الإشراف التربوي، ولجنة ثالثة من الإدارة العامة للإشراف التربوي بالوزارة. وستكون مهام هذه اللجان متابعة تقارير المشرف التربوي على أرض الواقع، وتفعيل منظومة الأداء الإشرافي في المدارس.
وتحدث مدير المكتب عن دور مدير المدرسة في تفعيل منظومة قيادة العمل الإشرافي بوصفه مشرفاً تربوياً مقيماً، وعليه دور كبير في متابعة تنفيذ الأعمال الإشرافية داخل المدرسة، ويتضمن ذلك رفع مستوى انضباط الطلاب في الحضور ورصد غيابهم بصفة يومية من خلال برنامج نور .