تفاجأ كثيرون وأعجبوا من موقف تربوي فريد فجره معلم من مدرسة الجبيل الابتدائية، وهو الأستاذ محمد أحمد الهاشم من قرية القارة، فقد أحب المعلمُ طلابه وأحبهُ طلابه، فأذاب المعلمُ شمعة قلبهِ ليضيء الدربَ لطلابه الذين أحبهم.
فقد أعتاد الهاشم على تكريم طلابه الخرجين من المرحلة السادسة كل عام، فوعدهم أيضاً العام الماضي بأن يكرمهم، وكان الاستاذ الهاشم يملؤه شوق جارف ليرى ثمار غرسه في نهايو العام ويسعد بتكريمهم، فحال بينه وبين شوقه حادث مروري محزن أدى إلى انقطاعه الطويل عن مدرسته في نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام المنصرم 1435هـ، مما سبب في غمامة سوداء خيمت على قلوب أبنائه الطلاب حزناً على والدهم وأستاذهم الذي شحذ هممهم وغرس قيمهم وأنار دربهم.
فقد تسبب هذا الفراق المفاجئ بصدمة نفسية لطلابه الذين كانوا ينتظرونه في موعد مع حصاد الثمار.
وتعلقت آمالهم بعودته قبل نهاية العام، فتخرج الطلاب وانتقلوا إلى المرحلة المتوسطة وانتقل حزنهم معهم ولم تكتمل فرحتهم .
وفي يوم الخميس الموافق 15/11/1435هـ فجر الهاشم مفاجأته لطلابه وللجميع، حيث أطل عليهم في الصباح الباكر في الطابور الصباحي في مدرستهم المتوسطة،
أطل عليهم إطلالة مفاجأة وبدون موعد مسبق، أطل وهو محملاً بالجوائز والهدايا ، أطل عليهم وهو يحمل دروع التكريم،
لم يكتفي بالهدايا ودروع التكريم التي اشتراها من نفقته الخاصة، بل أحضر لهم أيضاً مبالغ مالية ، أطل عليهم ليفي بوعده لهم ، فقد تفاجأ الجميع من إدارة المدرسة المتوسطة والمعلمين، إلا جهة واحدة لم تتفاجأ بهذا الموقف التربوي الفريد وهي مدرسة الجبيل الابتدائية، لأنها كانت تعرفه عن كثب، فقد كان شعلتها وقلبها النابض.
وقد حظيت مبادرة الأستاذ الهاشم بإعجاب الكثرين من مشرفين وإداريين ومعلمين وأولياء أمر لما ترسمه هذه المبادرة من لوحة تربوية جميلة .