لا يبدأ عام دراسي جديد إلا وتعود حوادث المعلمات وضحاياها، لتتصدر عناوين الأخبار المحلية في ظل عجز واضح في التوصل إلى حلّ ناجع، يقضي على هذه المشكلة نهائياً، ليظل الحليم حيران، لماذا تمضي السنون ولا تزال المآسي تتكرر؟
ويرى مواطنون في منطقة القصيم على صلة قرابة بمعلمات أن عدداً من المحاور المهمة واجب إعادة بحثها من الجهات المعنية والتركيز عليها، للحد ما أمكن من حوادث المعلمات ووقف ذلك النزيف، إذ لا تقتصر مآسي تلك الحوادث عادة عليهن وحدهن فقط، لتشمل أسرهن وتبقى آثارها عدداً من السنين.
وقال المواطن محمد الناصر: «إن نقطة الارتكاز في هذا الموضوع تبدأ من وزارة الخدمة المدنية أولاً، التي هي معنية بتعيينهن للمرة الأولى، وتكاد تكون متعمدة في تعيينهن في مناطق بعيدة عن مقر مسكنهن، يليها آلية التوزيع الداخلي من إدارة التربية والتعليم في المناطق، التي تشترك بقصد أو بلا قصد مع وزارة الخدمة المدنية في توزيعهن، ولا تُلبى رغباتهن إلا قليلاً وبطريقة أشبه بمعاقبتهن، من ذلك عند تعيينهن وآلية توزيعهن، ثم تأتي وسيلة نقلهن والبنية التحتية للطرق، خاصة المؤدية إلى المحافظات البعيدة والقرى والهجر البعيدة عن المدن».
أما المواطن أحمد العوفي فذكر أن كل شيء بقضاء الله وقدره أولاً، ولكن هناك أسباب عدة لتلك الحوادث، منها ما يرتبط بالسائقين الذين ينقلون المعلمات، وقد يتعاطون «الحبوب المسهرة»، أو هم مرهقون نتيجة السهر، ما يجعلهم يشكلون خطراً كبيراً على من يركب معهم من المعلمات، لافتاً إلى أن أسباب ذلك أيضاً عدم الاهتمام والحرص على وسيلة النقل المستخدمة، وتجاوز السرعة المحددة وعدم التركيز في القيادة والانشغال عن الطريق بأشياء أخرى مثل الجوال أو المسجل.
وأضاف أنه لو قامت وزارة التربية والتعليم بعمل إحصاءات للمعلمات في كل مدينة، لوجدت أنه في كل منها عدداً من المعلمات يكفي للقيام بالتدريس في المدارس التابعة للمدينة أو المحافظة، وأنه إذا لم يكن هناك كفاية بالمعلمات تقوم الوزارة بتعيين اﻷقرب لهذه المدينة في المدرسة التي تُعاني من النقص، وقال: «هناك معلمة تعيّنت في قرية تبعد عن محافظة الرس حوالى 90 كلم ومقر المعلمة في محافظة جدة، فهل من المعقول لا توجد معلمة في منطقة القصيم توضع في مكانها، وتبقى هي في جدة».
وقال المواطن أحمد الصقري: «أنا مدير مدرسة، وزوجتي مديرة مدرسة، وأرى أن المعلمات يبحثن عن من ينقلهن إلى مكان المدرسة، لكي لا يخسرن وظيفتهن بطبيعة الحال، ويبحثن عن أي سائق يوصلهن من دون شروط أو قيود، وربما لا يعرفن اسم السائق كاملاً، ولا يعلمن عن قيادته شيئاً، وهذا سبب معظم الحوادث، إذ أن السائق ربما أنه صاحب سوابق أو سرعة زائدة، وللأسف أن هذا السائق مطلوب عند معظم المعلمات على رغم أنه يشكل خطراً عليهن، وكذلك الطرق للأسف تخلو من الرقابة الصارمة من جهة تهالك بعضها والتأخر في إصلاح أي خلل فيها».